تنتشر هذه الأيام في الساحات العامة وعلى الأرصفة وأعمدة الإنارة في الشوارع العراقية، لافتات دعائية لمرشحي انتخابات مجالس المحافظات. واللافت في هذه الدعاية تزاحم صور المرشحين مع صور القيادة السياسية للتحالف الذي يشاركون فيه. وهناك فقط صور أخرى لقيادات حزبية أو سياسية مع رقم القائمة. وهنا تكمن المفارقة؛ إذ إن أغلب هذه القيادات الحزبية أو السياسية أو من تزعم هذه القائمة أو تلك، لا يرتبط بأي علاقة مع المحافظة التي ترفع فيها صورته.
يتوهم كثير من السياسيين العراقيين أن "الزعامة السياسية" يمكن أن يتحلى بها أي شخصية سياسية تحصل على منصب سياسي في مؤسسات الدولة التشريعية أو التنفيذية. هذا الوهم لم يأت من فراغ، وإنما هو نتيجة لمنظومة سياسية ترسخت أعرافها بعيدا عن المنتظم الحزبي الذي يمكن أن يكون هو البيئة السياسية التي تحدد من هو "الزعيم السياسي"؛ إذ أصبح منصب رئيس الوزراء أو رئيس البرلمان أو النائب أو الوزير لمجرد حصوله على هذا العنوان الرسمي، يعتقد أنه أصبح "رجل دولة". ومن ثم، يصبح التنافس مع عناوين ورمزيات سياسية تعيش في وهم الزعامة حقا مكتسبا.