تعدّ السخرية أداة تعبيرية مؤثّرة في التعليق على القضايا الاجتماعية والسياسية، بما يجعلها تنتشر بين قاعدة جماهيرية عريضة. وهي من القوالب الأدبية المعروفة والمستخدمة منذ عصور سحيقة. والأدب الساخر متشعب ومتنوع، من الشعر الى الرواية، فالقصة القصيرة، والمقالة والكاريكاتور.
والحال أن السخرية خلال الحرب الإسرائيلية الحالية على أهل غزة والشعب الفلسطيني، باتت سلاحا شديد الفعالية، يستخدمه كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي لدحض التضليل الإسرائيلي الممنهج، والروايات العنصرية والفوقية.
هذا السلاح يلقى رواجا هائلا على تلك الشبكات، التي لعبت الدور الأكبر في التحول الكبير في الرأي العام الغربي تجاه ما يحصل في غزة، بعدما أحسن المؤثرون استثمارها، من أجل الخروج من أسر وسائل الإعلام الغربية التقليدية.
في مواجهة العنصرية
عبر فيديو ساخر، استطاع الفنان الكوميدي الفرنسي ذو الأصول المغربية مالك بن طلحة، توجيه نقد لاذع لبرنامج الإعلامي الفرنسي باسكال برو "L’heure des pros"، الذي يعرض على قناة "سي نيوز" الفرنسية اليمينية المتطرفة. حتى اللحظة، فاقت عدد مشاهدات هذا الفيديو 32 مليون مشاهدة عبر منصة "إكس"، بالإضافة الى نحو 3.3 مليون مشاهدة عبر "يوتيوب".