سبّب القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة كابوسا لمصر، يتمثل في تدفق هائل للاجئين المذعورين من منطقة منكوبة مزقتها الحرب، وجدوا في سيناء على الحدود المصرية المشتركة مع غزة ملجأهم الوحيد.
ومع قيام الجيش الإسرائيلي بإجبار مئات الآلاف من سكان غزة على الإخلاء، إلى الجزء الجنوبي، والضغط عليهم في مساحة صغيرة من الأرض، على مقربة بضعة كيلومترات من الحدود المصرية، فربما لن يتطلب الأمر سوى بضعة أيام حتى يتحول هذا الكابوس إلى حقيقة.
وتستهدف المرحلة الجديدة من العملية الإسرائيلية الجزء الجنوبي من قطاع غزة، بعد أن حولت معظم الأجزاء الشمالية والوسطى من القطاع الساحلي إلى أنقاض. وتتعرض الآن أجزاء من جنوب غزة لقصف الطائرات المقاتلة الإسرائيلية، مخلفة وراءها خسائر بشرية ومادية فادحة، ومؤكدة عدم وجود مكان آمن في هذا الجزء من الكيان الفلسطيني.
كما تؤدي الهجمات الجوية والبرية القاتلة التي تشنها إسرائيل لتفاقم حرمان السكان المحصورين في جنوب غزة من الغذاء والماء والوقود والمأوى. وكل ذلك يدفعهم للهروب إلى بر أمان في مصر. إلا أن مصر تحذر من هذا السيناريو، منذ بداية الحملة الإسرائيلية على غزة قبل نحو شهرين. ولكن اقتراب السيناريو نفسه من التحقق على أرض الواقع، يفتح الباب أمام التكهنات حول خيارات مصر.