تتزايد الدعوات في واشنطن للانتقام العنيف من إيران بالتزامن مع كل هجوم جديد تشنه الميليشيات المدعومة من إيران ضد المصالح الأميركية في المنطقة. ويزعم أتباع هذا النهج أن قوة الردع الأميركية تداعت، وأن إيران تفعل كل ما تريده في المنطقة دون أن تلقى عقابا.
لا تُصدق أيا من ذلك القول؛ ففي حين أن الردع الأميركي فشل من خلال قيامه بأعمال عنف منخفضة الحدة في الغالب في منع إيران من بسط نفوذها، فإن ذلك الردع بقي على المستوى الاستراتيجي، وهو الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للمصالح الأميركية الأساسية في الشرق الأوسط.
لا شك أنه لا يمكن ترك شبكة وكلاء إيران في المنطقة تنمو دون حسيب أو رقيب. فهذه الميليشيات لا تشكل مصدر إزعاج فحسب (انظر إلى ما فعلته "حماس" توا ضد إسرائيل)، بل هي في منزلة مشكلة استراتيجية، وهي مشكلة تثير قلق شركاء أميركا الإقليميين إلى حد كبير. وقد لا يكون لدى أتباع إيران في اليمن والعراق وسوريا ولبنان القدرة على إلحاق ضرر كبير بالمصالح الأميركية الأساسية في المنطقة، ومن ضمنها حرية التجارة والملاحة، لكنهم يهددون أمن شركائها الإقليميين.
ويجب على واشنطن أن تهتم بذلك لأنها بحاجة إلى هؤلاء الشركاء من أجل التصدي على نحو جماعي لشبكة التهديد هذه. ويجب عليها أن تلتزم أمنهم المادي من أجل تأمين قبولهم بذلك.
تفاقم حالة العين بالعين
إنها نغمة تُكررها إيران في كثير من الأحيان بنجاح كبير، لكنها تقوم بالقليل من المقاومة، فمن أجل تعزيز أجندتها التوسعية في الشرق الأوسط، تهاجم إيران المنشآت الأميركية والشركاء هناك على الأغلب بالوكالة. وترد واشنطن، على نحو متقطع، بضربات محدودة ضد هؤلاء الوكلاء، وأحيانا ضد أفراد إيرانيين.