بينما كانت السُلطات الإيرانية تحتفي بما حققته من "انتصار" على أكرادها، بعدما فرضت "اتفاقا أمنيا" على الحكومة العراقية يتضمن إبعاد عشرات الآلاف من اللاجئين الأكراد الإيرانيين من المناطق الحدودية بين البلدين، وتفكيك أحزابهم السياسية وسحب مختلف أنواع الأسلحة منهم، كانت مؤسسة "HRI" الحقوقية الإيرانية تُعلن أن أعداد ضحايا حاملي البضائع على طرفي الحدود بين البلدين، المعروفين باسم الـ"كولبار"، قد وصلت خلال النصف الأول من السنة الفارسية الراهنة (21 مارس/آذار-21 سبتمبر/أيلول) إلى 85 ضحية، سقطوا جميعا نتيجة إطلاق نار مباشر عليهم من قِبل قوات حرس الحدود الإيراني.
هؤلاء الضحايا هُم جزء من آلاف غيرهم، يُقتلون بشكل متواتر وشبه يومي، منذ سنوات وعقود؛ فالـ"كولبار"، التي تعني في اللغة الكردية المحلية "حاملي البضائع"، المُقدرين حسب إحصاءات غير رسمية بأكثر من 60 ألف شخص، يمتهنون حمل البضائع على ظهورهم، نقلها من داخل العراق، والسير بها لأكثر من 30 كيلومترا، وصولا إلى داخل إيران، عبر الممرات الجبلية الوعرة بين البلدين.