أثار إعلان حركة "حماس" فرع لبنان، تأسيس "طلائع طوفان الأقصى"، في المخيمات الفلسطينية داخل لبنان، من أجل العمل المقاوم، موجة من الغضب والاستنكار لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، على المستويين السياسي والشعبي.
وكانت الحركة قد أصدرت بيانا، يوم الاثنين الماضي، دعت فيه الشباب الفلسطيني إلى الالتحاق بها، تأكيدا "لدور الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، واستكمالا لما حققته عملية طوفان الأقصى، وسعيا نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال، والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية".
وختمت الحركة متوجهة إلى "الشباب والرجال الأبطال"، بأن "انضموا إلى طلائع المقاومين، وشاركوا في تحرير القدس والمسجد الأقصى".
ويتضح من البيان أن الحركة بصدد تشكيل كيان مسلح، يتخذ من المخيمات الفلسطينية مراكز له، وستكون بالتالي الأراضي اللبنانية منطلقا لعملياته العسكرية ضد إسرائيل، مما يوحي باستنساخ تجربة "فتح لاند" الأراضي التي اقتطعتها الدولة اللبنانية للمقاومة الفلسطينية، بموجب "اتفاق القاهرة" عام 1969، لكن دون اتفاق.
أبرز الردود وأهمها، صدرت عن جهتين معنيتين مباشرة بالحدث، الأولى فلسطينية، والثانية شيعية لبنانية.
في حديث لـ"المجلة" اعتبر عضو المجلس الثوري في حركة "فتح" مسؤول هيئة التوجيه السياسي في لبنان، جمال قشمر أن "لبنان الرسمي، أعلن موقفه من البيان، ونحن نتبنى هذا الموقف، ونضم صوتنا إلى الأصوات اللبنانية، التي ترفض تحويل الحدود الجنوبية إلى ساحة حرب لفصائل فلسطينية، ونعتبر أن هذا لا يخدم القضية الفلسطينية، ولا يصب في مصلحة شعبنا، ونعتقد أن إشغال الرأي العام اللبناني والفلسطيني، بأي موضوع يخص الوجود الفلسطيني هنا، يخطف الأنظار من غزة، ويأخذ من اهتمامنا الذي يجب أن ينصب كله على متابعة العدوان واتركاباته وتجاوزات العدو ضد شعبنا في الضفة، ومفاوضات الوصول إلى وقف لإطلاق النار، عبر القنوات الدبلوماسية والضغط الشعبي العالمي والعربي"، مؤكدا أن "الوقت غير مناسب أبدا لفتح أي موضوع خارج هذا الإطار".