للمرة الأولى يخصص مؤتمر الأطراف يومًا للصحة على أجندته في "COP28"، في الإمارات العربية المتحدة. لكن معرفة الإنسان بارتباط البيئة والصحة، بدأت قبل قرن من الزمن، وتحديدًا في أكتوبر/تشرين الأول عام 1926، حين نُشر مقال علمي في دورية "ذا أميركان بابليك هيلث آسوسياشن" يربط بين المناخ وانتشار مرض الجدري.
ربما لم يكن الاهتمام بالتغيرات المناخية سائدا آنذاك، لكن مع إطلاق سلسلة مؤتمرات الأطراف في شأن التغير المناخي عام 1995، أعيد النظر في العلاقة بين التغيرات المناخية والصحة، وصار جزءا أساسيا من أجندة COP28. وقتها، قال جون كيري، مبعوث الولايات المتحدة الأميركية الخاص إلى المؤتمر: "أنا مندهش أنّ الأمر استغرق وقتا طويلا لوضع الصحة على طاولة مناقشات المناخ".
كان من المألوف أن يحضر مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ (COP)، وزراء البيئة فقط، لكنها المرة الأولى التي يرافق فيها وزراء الصحة أقرانهم إلى المؤتمر. ويقول رئيسه، الدكتور سلطان الجابر: "أصبحت تأثيرات تغير المناخ على أبوابنا بالفعل، وصارت من أكبر التهديدات لصحة الإنسان في القرن الحادي والعشرين"، مضيفا: "أدركت الحكومات الآن أنّ الصحة عنصر حاسم في العمل المناخي".
علاقة وثيقة
لا يُدرك كثير من الناس أنّ هناك علاقة وثيقة بين البيئة والصحة. فوفقا لـمنظمة الصحة العالمية (WHO)، من المتوقع أن تزيد أعداد حالات الوفاة 250 ألف حالة إضافية سنويا خلال العقود المقبلة بسبب التغيرات المناخية، خصوصا في حالة الكوارث الطبيعية التي قد تؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية، تماما مثلما حصل في ليبيا بعد "إعصار دانيال" في سبتمبر/أيلول 2023، وأيضا في باكستان بعد فيضان أغسطس/آب 2022. وفي كلتا الحالتين، كانت النساء والأطفال وكبار السن، هم الفئات الأكثر تضررا.
وعادةً ما تنتقل بعض الأمراض بالمياه، بعد الفيضانات، مثل حمى التيفوئيد، التهاب الكبد الوبائي، الملاريا، حمى الضنك، الحمى الصفراء، والكوليرا. وفي حالات الجفاف، تقل كمية المياه المتاحة للإنسان، وتتأثر جودتها.
وعلى هامش "COP28"، التقت "المجلة" بـجيني ميللر، الرئيسة التنفيذية للتحالف العالمي للمناخ والصحة، التي قالت لنا: "إنّ أنظمة الرعاية الصحية لدينا بالفعل متأثرة بالتغيرات المناخية، ونلاحظ أيضا معاناة المرضى من التأثيرات الجديدة للتغيرات المناخية".