إسرائيل هددت بـ"ميونيخ ثانية"... من هم أبرز من اغتالتهم قبل العاروري؟https://www.majalla.com/node/305866/%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D9%88%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%87%D8%AF%D8%AF%D8%AA-%D8%A8%D9%80%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%AE-%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%85-%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%9F
في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال مدير جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار: "الحكومة وضعت لنا هدف القضاء على حماس"، مذكرا كيف ردت بلاده على مقتل الرياضيين الإسرائيليين في دورة الألعاب الأولمبية في مدينة ميونيخ الألمانية سنة 1972.
منفذو عملية ميونيخ آنذاك كانوا أعضاء في منظمة "أيلول الأسود"، وأدت عمليتهم الشهيرة إلى سلسلة من الاغتيالات الانتقامية من قبل إسرائيل، طالت عددا من الشخصيات الفلسطينية حول العالم.
قال رونين بار إنه سيلاحق عناصر حركة "حماس"، "في كل مكان... في غزة... في الضفة الغربية... في لبنان... في قطر. سيستغرق الأمر بضع سنوات". في المرة الأولى وفي أعقاب "ميونيخ 1972".
استغرق الرد الإسرائيلي سنوات طويلة، وكان قاسيا ومؤلما، أفقد الحركة الوطنية الفلسطينية أفضل شبابها، من "فتح" و"الجبهة الشعبية"، وصولا إلى "الجهاد الإسلامي". تنوعت أساليب الرد وأهدافه وجغرافيته، بين باريس وروما وبيروت وتونس. وفي الثاني من يناير/ كانون الثاني اغتالت اسرائيل باستهداف جوي نائب رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" صالح العاروي في الضاحية الجنوبية لبيروت. فهل نحن فعلا أمام "ميونيخ 2024"؟
وتستعرض "المجلة" في هذا التقرير أشهر الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل منذ سبعينات القرن الماضي بدءا من اغتيال العاروري:
صالح العاروري
قتل القيادي في "حماس" صالح العاروري الثلاثاء في ضربة إسرائيلية استهدفت مكتبا للحركة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد 88 يوما على بدء الحرب في قطاع غزة.
ولم تعلّق إسرائيل على العملية التي وقعت في معقل "حزب الله". لكن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري قال في مؤتمر صحافي "(الجيش) في حالة تأهب (...) دفاعا وهجوما. نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات" بدون التعليق بشكل مباشر على مقتل العاروري.
وقال مصدر أمني لبناني بارز إن ضربة إسرائيلية قتلت العاروري مع عدد من مرافقيه، من دون تحديد عددهم. وأكد مصدر أمني آخر المعلومة ذاتها، موضحاً أن طبقتين في المبنى المستهدف تضرّرتا إضافة الى سيارة على الأقل.
والعاروري من مؤسسي كتائب "عز الدين القسام"، وقد أمضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية، الى أن أفرج عنه في العام 2010، وأبعدته إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية.
ويقيم العاروري كما عدد آخر من قادة "حماس" في لبنان. وقد دمّر الجيش الإسرائيلي منزله في قرية عارورة في الضفة الغربية المحتلة في أكتوبر/تشرين الأول.
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قصف إسرائيل مكتب حماس "توريطاً" للبنان في الحرب. وطلب من وزير الخارجية عبدالله أبو حبيب تقديم شكوى الى مجلس الأمن.
وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تبادلا شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي و "حزب الله" الموالي لإيران والداعم لـ "حماس"، ما يثير مخاوف من توسع الحرب.
غسان كنفاني
أشهر ضحايا إسرائيل من المفكرين العرب، كان أحد رموز "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، قُتل بعبوة ناسفة زُرعت خلف صدام سيارته "الأوستن" في بيروت يوم 8 يوليو/تموز 1972. جاء اغتياله قبل عملية ميونيخ بأشهر، وكان ردا على عملية مطار اللد قبل شهرين، التي نفذها مسلحون من "الجيش الأحمر الياباني" بتمويل وتخطيط من "الجبهة الشعبية".
وائل زعيتر
ثاني أشهر ضحايا حقبة السبعينات، اغتيل في العاصمة الإيطالية روما يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 1972، حيث كان يعمل ممثلا لـ"منظمة التحرير الفلسطينية". فرّغ عنصر "الموساد" 11 طلقة في جسده، ردا على عملية ميونيخ، ومنعت إسرائيل دفنه في نابلس، فنقل جثمانه إلى دمشق ليدفن في مخيم اليرموك.
محمود الهمشري
من ألمع شباب "فتح"، وممثل "منظمة التحرير" في باريس، اغتيل بمتفجر زرع في هاتف منزله وسط العاصمة الفرنسية. استدرج الهمشري خارج المنزل من قبل عميل لـ"الموساد" ادعى أنه صحافي إيطالي يريد إجراء حوار معه، وفي أثناء غيابه، زُرعت القنبلة في داره، وانفجرت بحضوره يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1972. أصيب إصابات بالغة نُقل على أثرها إلى المستشفى، ليفارق الحياة يوم 9 يناير/كانون الثاني 1973. اتهمته إسرائيل بالمشاركة في منظمة "أيلول الأسود"، ورئاسة فرعها في فرنسا.
كمال عدوان، كمال ناصر، ومحمد النجار
قُتلوا في عملية كوماندوز شهيرة نفذتها إسرائيل في 10 أبريل/نيسان 1973. جميعهم كانوا متهمين بالضلوع في عملية ميونيخ، وكان كمال عدوان عضوا في لجنة "فتح" المركزية، وقائدا لعملياتها في الضفة الغربية. كما كان كمال ناصر ناطقا باسم "منظمة التحرير"، ورئيس تحرير مجلة "فلسطين الثورة".
أما أبو يوسف النجار فهو عضو اللجنة التنفيذية في حركة "فتح"، وضعته إسرائيل تحت المراقبة مع رفيقيه، وأرسلت عميلة إلى بيروت لتتبعهم تحت غطاء البحث عن معلومات عن حياة الأرستقراطية البريطانية هستر ستاهوب التي عاشت في المنطقة في القرن الثامن عشر. استأجرت العميلة شقة مقابل عمارة القادة الفلسطينيين في شارع فردان، وراقبتهم من نوافذها، وسجلت وصورت كل تحركاتهم، وفي 9 أبريل/نيسان 1973 جاء فريق الكوماندوز لقتلهم، وكان من ضمنه إيهود باراك الذي أصبح بعد سنوات رئيسا للحكومة الإسرائيلية.
وكان محمد يوسف النجار يقطن في عمارة قريبة جدا من عمارة زميليه، وقُتل في غرفة نومه، أما كمال عدوان، وكمال ناصر فقد قاوما الإسرائيليين، قبل أن يستشهدا.
وديع حداد
أحد مؤسسي "الجبهة الشعبية"، ومن الرموز التاريخية للمقاومة الفلسطينية، اغتيل بطريقة غير اعتيادية عبر سم دُس في علبة شوكولاته، قضت عليه في 28 مارس/آذار 1978. اتهمته إسرائيل بأمور عدة، كان من ضمنها عملية خطف طائرة خطوط فرنسية في يونيو/حزيران 1976، في رحلتها بين باريس وتل أبيب، وتحويل مسارها إلى ليبيا أولا، ومن ثم إلى أوغندا. عند وفاة وديع حداد أُشيع أنه مات بسرطان الدم، ولكن في سنة 2006، صدر كتاب للباحث الإسرائيلي آرون كلاين جاء فيه تأكيد بأنه مات مقتولا، وأن الموساد وحده هو المسؤول عن تصفيته. ثم جاء الصحافي الاستقصائي الإسرائيلي رنين بيرغمان قبل خمس سنوات ليؤكد ما قاله زميله، بأن وديع حداد مات فعلا بالسم، ليس في علبة شوكولاته بلجيكية بل في معجون الأسنان الذي كان يستعمله، مضيفا أن "الموساد" دس السم في العبوة، بعد تصنيعها لأجله في مخابر إسرائيل.
علي حسن سلامة
مؤسس وحدة المغاوير المعروفة بـ"القوة 17" المسؤولة عن أمن ياسر عرفات، اغتيل في بيروت يوم 22 يناير/كانون الثاني 1979. أحد أشهر قادة "الموساد" ميشيل هراري تولى عملية تصفية من عرف يوما بـ"الأمير الأحمر"، وأرسل عميلة سرية إلى بيروت لمراقبة تحركاته، ادعت أنها تعمل لصالح إحدى المنظمات الدولية غير الحكومية، المعنية بأطفال المخيمات الفلسطينية في لبنان. اغتيل سلامة وهو في طريقه لحضور عيد ميلاد أمه عبر تفجير سيارة فولكسفاغن قريبة من بيته محملة بـ100 كيلوغرام من المتفجرات. وصل إلى مستشفى الجامعة الأميركية حيا قبل أن يفارق الحياة في غرفة العمليات.
أبو جهاد، الأشهر بين زعماء "فتح"، قُتل على يد الموساد في منزله بتونس في 16 أبريل 1988
خليل الوزير (أبو جهاد)
الأشهر بين زعماء "فتح" والذي ظن كثيرون أنه سيخلف ياسر عرفات في قيادتها، قُتل على يد الموساد في منزله بتونس صباح يوم 16 أبريل/نيسان 1988. جاء مقتله انتقاما من ماضيه الطويل في المقاومة الفلسطينية، وتحديدا لدوره المحوري في الانتفاضة الأولى التي كانت نيرانها لا تزال مشتعلة منذ ديسمبر/كانون الأول 1987. أمر رئيس وزراء إسرائيل إسحاق شامير بتصفيته، وكلف إيهود باراك– المسؤول عن اغتيالات بيروت 1973– بالمهمة. بغطاء جوي وصلت فرقة الكوماندوز الإسرائيلية إلى شواطئ تونس، وتوجهت إلى مكان إقامته. توقف أحدهم مع الحارس، وادعى أنه سائح يبحث عن إرشادات سياحية، وأخرج من جيبه خريطة. وقُتل الحارس بينما كان يقرأ فيها، ودخل الإسرائيليون الدار بأسلحتهم ليقتلوا عددا من المستخدمين والمرافقين، وصولا إلى أبي جهاد، الذي مُزق جسده باثنتين وخمسين طلقة تشفيا وانتقاما.
عاطف بسيسو
أحد مسؤولي التواصل الأمني بين "منظمة التحرير" وأجهزة المخابرات الغربية، اغتيل في العاصمة الفرنسية باريس مساء يوم 8 يونيو/حزيران 1992. كان عائدا إلى الفندق بعد عشاء مع أصدقاء لبنانيين عندما أوقفه عنصر "الموساد"، وأطلق ثلاث رصاصات في رأسه.
فتحي الشقاقي
الأمين العام المؤسس لـ"حركة الجهاد الإسلامي"، استشهد على يد "الموساد" أمام فندق الدبلومات في بلدة سليمة في مالطة يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1995. كان في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق يوم أطلق اثنان من عناصر "الموساد" النار عليه، وأردياه قتيلا.
* نشر المقال في 3 سبتمبر/أيلول 2023، وتم تحديثه في 2 يناير/كانون الثاني 2024