لندن - عادة ما تمر تصريحات صغار الوزراء في أي حكومة مرور الكرام في العالم الأوسع، ولكن ليس هذه المرة؛ فحين أدلى عميحاي إلياهو، وزير التراث الإسرائيلي في حكومة بنيامين نتنياهو، بتصريح في نوفمبر/تشرين الثاني، خلال مقابلة إذاعية، لقي على الفور اهتماما عريضا في أصقاع الأرض.
سُئل إلياهو عن إمكانية قيام إسرائيل بحل الصراع الدائر في غزة بالأسلحة النووية، فأجاب: "تلك إحدى الطرق". وسرعان ما انهالت الانتقادات والاتهامات عليه من كل حدب وصوب، ما جعل نتنياهو يعلق حضور الوزير المعني في اجتماعات مجلس الوزراء.
ولعل سبب عقوبته يعود جزئيا على الأقل لأنه اعترف علنا بشيء لم تعترف الحكومة الإسرائيلية به من قبل على الإطلاق– أن لديها ترسانة من الأسلحة النووية (يقال إنها لا تقل عن 150 جهازا نوويا وفقا للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في تصريح له عام 2008).
كان بالإمكان اعتبار قضية إلياهو حادثة معزولة، لولا الأمثلة الحديثة الأخرى لسياسيين يهددون باستخفاف بإمكانية استخدام السلاح النهائي. لم تُستخدم أسلحة الدمار الشامل الحقيقية هذه من قبل في أي صراع سوى مرتين، كانت كلتاهما من صنيع الولايات المتحدة حين ضربت مدينتين يابانيتين في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية في أغسطس/آب 1945. وقد قتلت القنبلتان الذريتان- اللتان لا تقارَنان بالعدد الكبير ولا بالحجم الهائل للأسلحة النووية الموجودة اليوم- أكثر من 100 ألف شخص في هيروشيما وناغازاكي.
تهديدات بوتين
في الفترة التي سبقت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، اجتذب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبعض المقربين منه اهتماما كبيرا، وأثاروا الجدل والقلق بسبب مناقشاتهم التهديدات النووية والتخمينات على مدى العامين الماضيين. فقد ألمح بوتين مرارا، خلال غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، إلى احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية، وأصدر في إحدى المرات حالة تأهب قصوى للقوات النووية في البلاد.