القدس- في أعقاب الإخفاقات الاستخباراتية الأكثر تدميرا في تاريخ إسرائيل، أنشأت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) في عام 1974 وحدة جديدة مكرسة لضمان عدم تكرار الخطأ نفسه؛ فقبل عام واحد من ذلك التاريخ وحسب، كانت إسرائيل قد أخطأت في قراءة نوايا الرئيس المصري أنور السادات بإعلان حرب مفاجئة على إسرائيل خلال عطلة يوم الغفران اليهودية. وأخذت القوات المصرية إسرائيل بغتة وهي غير مدركة وغير مستعدة للحرب.
واستنادا إلى توصيات لجنة التحقيق، أنشأت "أمان" وحدة كاملة تُدعى "مَخليكيت ها بكارا" أو "دائرة المراقبة". ويُطلق على الدائرة في كثير من الأحيان لقب "محامي الشيطان"، أو "إيفحا مِسْتَبرا"، وهو قول آرامي يعني "ثبُت العكس". ويتمثل دورها في التحقق من التقييمات التي تُقدمها فروع مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي الأخرى ومعارضتها على نحو فعال؛ فحتى لو أن الرأي العام أجمع على أمر ما، فإن وحدة "إيفحا مِسْتَبرا" تقول العكس، وتُجادل ضد هذا الأمر بنشاط. وكان يُنظر إليها على أنها وسيلة لتجنب الانزلاق إلى فخ "تأثير الجماعة"، ومع مرور الوقت، تطور هذا الأسلوب إلى ممارسة استخباراتية قياسية تعرف بـ"اختبار الفريق الأحمر"، تُستخدم لتفادي الفشل الاستخباراتي الكبير.
أنتجت هذه الوحدة بعض العقول العظيمة في أجهزة الأمن الإسرائيلية، مثل: يعقوب عميدرور، أو عاموس جلعاد. ويتمتع القسم نفسه بإمكان الوصول إلى مجموعة المعلومات الاستخبارية نفسها ونقاط البيانات التي يتمتع بها "المنافس" الرئيس له، وهو فرع الأبحاث في "أمان". ولكن على مدى العقود الماضية، كانت قيمتها تتراجع، وتوقف كبار مسؤولي الاستخبارات فعليا عن الإصغاء إلى تقييمها. ونادرا ما ثبت أن التقييم الذي أصدرته كان صحيحا. وكانت نجاحات هذه الوحدة قليلة جدا في تقديم تقييمات قيمة.