بدأ طرح برامج الإصلاح الاقتصادية في مصر وتبني برامج التخصيص منذ تولي الرئيس الراحل أنور السادات الرئاسة في خريف عام 1970 بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر. طرح السادات قضية الانفتاح الاقتصادي محاولاً تحرير الاقتصاد المصري من هيمنة الدولة والرأسمالية والبيروقراطية التي اعتمدها النظام الناصري بشكل واضح منذ طرح "الميثاق الوطني" في عام 1962. وفي عام 1974 أقرّ القانون 43 بشأن نظام استثمار المال العربي والأجنبي والمناطق الحرة، بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 التي حققت خلالها مصر اختراقاً مهماً وتمكنت من عبور قناة السويس إلى سيناء التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو/حزيران 1967.
أكد القانون 43 إمكان استثمار الأموال العربية والأجنبية في الصناعات التحويلية والتعدين والطاقة والسياحة والنقل وفي استصلاح الأراضي الصحراوية وزراعتها بصيغة الإيجار الطويل الأمد. كذلك سمح القانون بالاستثمار في مشاريع الإسكان والامتداد العمراني، وفتح الباب للمستثمرين الأجانب للمساهمة في الشركات الاستثمارية والمصارف وشركات التأمين. في البداية حدد القانون ملكية الأجانب في بعض القطاعات، مثلا 51 في المئة من رأس مال المصارف، ومنح المستثمرين حق تحويل الأرباح المحققة من الاستثمار إلى الخارج بالعملات الحرة.
لكن ماذا تحقق من تحولات بنيوية في الاقتصاد المصري منذ بداية عصر الانفتاح؟
واجهت جهود التحول الهيكلي معارضات متنوعة من القوى الناصرية وقوى اليسار التقليدي ممن زعموا تمسكهم بالنظام الاشتراكي ومبادئ "الكفاية والعدل"، إضافة إلى سعي البيروقراطية المصرية إلى عرقلة كل ما يحد من سلطاتها في المجال الاقتصادي. اعتمد الاقتصاد المصري كما هو معلوم منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هيمنة العسكر ونفوذ مؤسساته في مختلف الشركات والسيطرة على شركات مهمة في قطاع المقاولات والصناعات التحويلية. كذلك سيطر كبار العسكريين على إدارة مصانع ومزارع وفنادق ومؤسسات مالية. ولا يزال عدد من المصارف الرئيسية مملوكا من الدولة، والقطاع العام، منها بنك مصر والبنك الأهلي المصري والبنك الزراعي المصري وبنك التنمية الصناعية والمصرف المتحد والبنك العقاري المصري العربي.