مع انعقاد مؤتمر المناخ في دولة الإمارات العربية (كوب28)، تتبادر إلى الذهن تساؤلات كثيرة، من بينها: ما المصطلح الذي يجب أن نستخدمه عندما نتحدث عن الكوارث المناخية التي يواجهها كوكبنا: هل هو "أزمة المناخ"، أم "تغير المناخ"، أم "ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية"؟
لماذا تتقاعس دول صناعية كبرى في فرض إجراءات يمكن أن تحد من بعض هذه الكوارث المناخية؟
ومن يتحمل تبعات الظواهر المناخية العاتية: هل الدول التي ساهمت بأنشطتها الصناعية في تفاقمها، أم الدول الفقيرة التي تكتوي بالفعل بحرائقها، وتغرق في فيضاناتها دون معين؟
وهل يستطيع القادة والسياسيون الذين سيحضرون جلسات المؤتمر الاتفاق على اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة تلك الكوارث، أم ستحول دون ذلك مطامع اقتصادية، وتوجهات سياسية؟
الحرائق كادت تلتهم بيته
يذكّرني انعقاد المؤتمر بما حدث للدكتور فرانك لانتز (Frank Luntz)، المستشار السياسي السابق للحزب الجمهوري الأميركي وخبير استطلاعات الرأي، قبل سنوات حينما كان في بيته في جنوب كاليفورنيا ذات صباح.
رن هاتفه في الساعة الثالثة والربع فجرا، مطلقا تحذيرا له بإخلاء البيت في الحال. ولمح لانتز ألسنة اللهب خارج نافذة غرفة نومه، إذ كانت نيران الحرائق التي اندلعت في لوس أنجلوس في ديسمبر/كانون الأول 2017 قد اقتربت من بيته.
منذ ذلك اليوم أصبحت أزمة المناخ بالنسبة إلى لانتز مسألة شخصية، وهو من صاغ مصطلح "تغير المناخ" ونصح الجمهوريين في الولايات المتحدة باستخدامه بدلا من "الاحتباس الحراري"، للتشكيك في مدى خطورة الظواهر المناخية.
لم تعد قضية المناخ بعد ذلك اليوم قضية عامة ينصح لانتز قادة الحزب الجمهوري في شأنها، فقد كاد يكتوي بآثارها. ذلك اليوم غيّر وجهة نظر لانتز في القضية. فكيف حدث ذلك؟