في ذكرى استقلال لبنان، كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان يقف في مطاره وبقربه ممثل "حماس" في لبنان أحمد عبدالهادي، وحشد من نواب الممانعة، وألقى بيانا يؤكد فيه على أنه لا مفر من توسيع الحرب، قبل أن ينتقل للمشاركة في مراسم تشييع الصحافيين فرح عمر، وربيع المعماري اللذين قتلا في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان.
وكانت إسرائيل قد اغتالت القيادي في "كتائب القسام" خليل خراز في منطقة الشعيتية جنوب شرقي مدينة صور، وقتلت مدنيين لبنانيين من أهالي القرى الحدودية بعد أن حولت قسما كبيرا من الأراضي الزراعية في تلك المناطق إلى أرض محروقة وغير صالحة للاستثمار لأمد طويل.
يحدث كل هذا والبلاد لا زالت تقيم في حدود التعريف الملتبس لما يجري. يقرر "الحزب الحاكم" ملاحقة أطوار التوظيفات الممكنة، ويلاحقها بتوصيفات مختلفة تضعها تارة في مقام الجبهة المساندة لغزة، قبل أن يقرر رئيس كتلته البرلمانية محمد رعد كسر رتبتها إلى جبهة تضامن.
تلك الجبهة باتت تنتج أثرا عكسيا على غزة وعلى لبنان. المسار السياسي الذي فتح برعاية دولية وعربية وسمح بإنشاء هدنة وتبادل الأسرى المدنيين كان مسارا لا شأن لإيران وجبهاتها وأذرعها به، ولكن المفارقة أن حزب الله استبقه بتصعيد غير مسبوق يتمثل في استخدام صواريخ "بركان" ذات القدرة التدميرية العالية لاستهداف الثكنات الإسرائيلية، فكان أن رفعت إسرائيل وتيرة استهدافاتها في لبنان، والتي كان الصحافيون والمدنيون أبرز ضحاياها.