مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي: من أجل الإنسانيةhttps://www.majalla.com/node/305441/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
اختتمت أول من أمس فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي التي أقيمت على مدار الأسبوع الأخير من نوفمبر/تشرين الثاني. وحمل شعار الدورة الأخيرة "مسرح من أجل الإنسانية"، إجابة عن عدد كبير من التساؤلات والتكهنات التي أثيرت أخيرا، منها مصير المهرجان الشبابي في ظلّ الأوضاع الراهنة، بعد قرار وزيرة الثقافة إلغاء الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة السينمائي.
"في ظل أوقات عصيبة يعيشها العالم اليوم، نؤكد أن المسرح ضرورة وليس عملا كماليا مضافا للحياة"، هكذا أنهى رئيس المهرجان كلمته في حفل الافتتاح على خشبة مسرح قصر الثقافة بشرم الشيخ، التي استقبلت برنامجا حافلا من العروض اليومية، بالإضافة إلى عروض الشارع والفضاءات غير التقليدية. وقبل أن تنتهي مراسم حفل الافتتاح ذهبت تكريمات الدورة الى عدد كبير من المسرحيين، وفيما ترأست الفنانة القديرة سميحة أيوب المهرجان شرفيا منذ نشأته، حملت دورة هذا العام اسم الفنانة المصرية سميرة محسن وحلّت إيطاليا ضيف شرف.
على مدار ما يقارب العقد، يخطو المهرجان في كل دورة خطوة أوسع مما قبل. في عام 2019 استضاف الفنان العالمي يوجينو باربا لتقديم سلسلة من المحاضرات عن مدرسته في الأداء والتنظير المسرحي. يحتل باربا مكانة عالمية تترجم إلى أرقام إذا ما حل ضيفا على أي مهرجان. مع هذا، فقد قبل المشاركة دون أن يتقاضى أجرا، حتى تذكرة سفره، إيمانا منه بدور المسرح الشبابي، وهو ما يقوم به معظم الضيوف والمكرمين في المهرجان سواء على نحو فردي أو من خلال بروتوكلات تعاون مسرحية دولية. يذكر أن باربا أعلن وقتها اعتزاله ليتفرغ إلى التأمل والسكينة.
يقدم العرض السعودي "الغريب والنقيب" فانتازيا ساخرة تستدعي رائعة كامو وتخلطها بالحس الشمولي عند أورويل
قدّم المهرجان في دورته الجديدة خمس ورش مسرحية، ثلاث منها عن "الجسد في المسرح النسوي العربي"، و"تشكيل الإحساس بالجسد"، و"طريقة Gps في الأداء الجسدي للممثل"، وهي طريقة تشبه التطبيق الشهير ولكن بخريطة مختلفة تتكون مواقعها من الجسد البشري. بالإضافة إلى ورشة حول تصميم الإضاءة المسرحية، كانت ورشة المخرج الأميركي سكوت تروست، من أهم الورش في برنامج العام، استكمل فيها ما كان بدأه في دورة العام الماضي حول "مبادئ طريقة مايزنر فى فن الأداء التمثيلي". حقق تروست تفاعلا ملموسا مع المتدربين الى درجة أن الورشة بدأت قبل المهرجان بأسبوع واستكملت أيامها خلال انعقاد المهرجان، وذلك من أجل إنتاج عرض قصير لحفل الختام، وأعلن تروست استمرار التعاون والشراكات القادمة بين المهرجان ومعهد مايزنر بأميركا الذي يترأس إداراته.
من الطقوس المتكررة التي يحرص عليها المهرجان، حفل التكريم الجماعي. ولعل من أهمها تكريم كل اللجان على اختلاف اختصاصاتها وكذلك الأعمال المشاركة بعيدا من الفوز أو الخسارة، في لفتة جميلة من القائمين على المهرجان تعكس الجهود المبذولة من أولئك الجنود المجهولين الذين يضطلعون بمهام البحث والتنقيب عن العروض العالمية وعقد الاتفاقات والشراكات.
تألف فريق المهرجان من متطوعين وعاملين ولجان تنفيذية، يتجاوز العشرات منهم طلبة وهواة ومحترفون، معظمهم تتراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين. لذلك لا تخلو دورة من دورات المهرجان من فكرة أو مبادرة جديدة من خارج الصندوق. استحدث المهرجان هذا العام نظام البث المباشر لجميع الفعاليات –من خلال الصفحة الرسمية- بما فيها العروض والمؤتمرات الصحافية وحفلات التكريم.
ثلاث قارات
استحوذت قائمة مسابقة العروض الكبرى على نصف برنامج هذه الدورة: ثمانية عروض لثماني دول من ثلاث قارات (أفريقيا وآسيا وأوروبا)، واعتمدت غالبية العروض على مسرح المجموعة، منها عرض "تَخفِّ" (بلغاريا) الذي يتناول فكرة الهجرة ويتخذ من ديكور بسيط على هيئة سجن، محطة لقاء الشخصيات وفراقها، التي يتعامل بعضها مع بعض بقسوة مفرطة ولهاث لا ينقطع. نال العرض نصيب الأسد من الجوائز، وإلى جانب شهادات التقدير، حصد جائزة أفضل تأليف مناصفة مع العرض الكويتي "طاهرة"، وفازت يفانا تودروفا بجائزة أفضل ممثلة، أما جائزة أفضل إخراج، فحصل عليها ديمتروس أكسيس مناصفة مع العماني أنور البلوشي.
في "بركة في الذاكرة" (كوريا الجنوبية)، نحن في صدد ما يمكن تسميته بالمسرح الصارم، حيث يخيل لك من فرط الانضباط أن الممثلين مجرد دمى تتحرّك، فلهذا المسرح خصوصيته التي لا تخطئها العين، حتى أنهم استعانوا بلوح خشب كبير وسميك مضافا الى خشبة المسرح، كأن الفرقة تحمل بيئتها معها أينما حلت، لذلك لم يكن من الغريب أن يحصد العرض جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل.
"بالكاد"، عرض حركي إيقاعي من إيطاليا، مزج بين التشكيل الجسدي وخيال الظل والدمى المتحركة، متخذا من خلفية سوداء ثابتة منطلقا دراميّا لحالة الصراع الدائر بين فريق الممثلين، الذين يرتدون جميعا زيّا موحدا باللون الأسود أيضا. إنها حالة من التشكيل البصري تخللها الكثير من فترات الصخب والصمت الموظفة دراميّا، نال عنها جائزة أفضل أداء جماعي.
حالة أخرى من الصخب يقدمها العرض المصري، "اوليفر"، وإن لم تكن موظفة جماليا بالقدر الكافي، وفي بعض الأحيان كانت زائدة على الحاجة من شدّة ازدحام العناصر.
من المدرسة التعبيرية يأتي عرض "الأول من تشرين الأول" (سلطنة عمان) الذي حصد جائزتي أفضل موسيقى وأفضل إخراج لأنور البلوشي مناصفة. ويقدم العرض السعودي، "الغريب والنقيب"، فانتازيا ساخرة تستدعي رائعة كامو وتخلطها بالحس الشمولي عند أورويل بمعالجة جديدة حيث أصبح النقيب، كممثل للسلطة، غريبا بشكل أو بآخر، مما يفتح الدلالة على الإنسان المعاصر في زمن ما بعد السيولة، بما يستدعيه ذلك من تبادل للأدوار أو إعادة ترتيبها من جديد. لذلك يتصالح الطرفان في النهاية بعد أن يتكشف لكلّ منهما ضعف الآخر، إذ يخضع الاثنان لهيمنة المنظومة والمجتمع والوضع الراهن. حصد العرض جائزة أفضل ممثل مناصفة بين كميل العلي وعبد الله الختيم عن "احتراق شمعة" من الامارات، وحصد العرض نفسه جائزة تقديرية للفنان عبد الله مسعود.
هيمنت الرمزية على سينوغرافيا غالبية العروض، مما أوقع بعض المسرحيات في الاستخدام النمطي للأكسسوار
العرض الأول
رشّح 17 عرضا مسرحيا من 30 دولة عربية وأجنبية للتنافس على جوائز هذا العام، من جملة ما يزيد على 400 عرض مسرحي تقدّمت للمشاركة في أقسامه الثلاثة (مسابقة العروض الكبرى، والمونودراما، ومسرح الشارع)، منها 7 عروض ضمن العرض الأول. لم تشارك مصر بسوى عمل واحد في كل فرع، وهي من المرّات القليلة، حيث فاقت المشاركات المصرية هذا العدد كثيرا في الدورات السابقة. أما المفاجأة الكبرى فكانت في خروج جميع العروض المصرية من قائمة الجوائز. ونلاحظ هيمنة الرمزية على سينوغرافيا غالبية العروض، مما أوقع بعض المسرحيات في الاستخدام النمطي للأكسسوار. وربما يكون العرض الكويتي، "طاهرة"، مثالا جيدا على ذلك، إذ استخدم مجموعة من التكتلات الخشبية المتحركة لإضافة حركة الى السياق الدرامي، وبتعدّد مستويات الحدث تكثر المفردات على خشبة المسرح: باب. نافذة. سجن. عربة طفل. قفص، بجانب بعض التشكيلات المجازية التي تُحرّك جميعا بواسطة ممثلين أشباح، متخفين على طريقة الإيهام. وكان لعنصر الإضاءة دور مهم في مساندة السينوغرافيا من ديكور واكسسوار وخلافهما. حصد العرض ثلاث جوائز، هي أفضل تمثيل وأفضل سينوغرافيا وأفضل تأليف مسرحي مناصفة مع العرض البلغاري "تخفّ".
في العرض المصري، "حجر صحي" ، نتابع الأمر معكوسا: نحن حيال حجرة عادية تحتوي على سرير ومنضدة وكرسي، وإيغالا في الواقعية، ثمة ثلاجة صغيرة في الجوار ستستخدم في ما بعد دراميّا من خلال إضاءة تنبعث منها. ربما استخدم المخرج بعض الإيهام في الباب والنافذة، لكن ذلك لم يمنعه من الاحتفاء بالواقعية وإدماج الوسيط المرئي (بورجيكتور) في الخلفية داخل العرض بشكل تفاعلي، كان يفصح بين حين وآخر عن محادثات بطل العرض الهاتفية أو عمليات بحثه الإلكترونية، وعدد كبير من الرسائل يتردد في إرسالها تارة ويرسلها تارة أخرى خلال متابعتنا وحدته الجديدة التي لم يعتدها، وسببها كوفيد 19 وما فرضه من عزلة على البشرية.
"عروس البحر" عرض مميز آخر من المكسيك. يعود الفضل الأول لهذا التميز إلى أداء بطلة العرض وتفاعلها الخاص مع الجمهور، فمن خلال خشبة المسرح، تخترق الحائط الرابع أو الإيهام وتنزل إلى صفوف الجمهور وتوزع على أفراده بطاقات، ربما تحمل كلّ منها نبوءة خاصة لكل فرد من الحاضرين وربما لا تحمل شيئا غير النبوءة الخاصة بها، تريد توزيعها لكي تخف وطأتها قليلا. ونلاحظ أن عروس البحر هي من تنزل الى الأسفل في اتجاه الجمهور (أعماق البحار) في حين أنها تؤدّي العرض في مساحة صغيرة لا تتجاوز بضعة أمتار تعتمد في المقام الأول على الإضاءة، المعادل الدرامي المهم في مواجهة العناصر الديكورية المتقشّفة.
من كرواتيا نتابع العرض النسوي، "زوجة بالونكو"، الذي نتبين في نهايته أن فريقه بأكمله من النساء. الزوجة هنا مثلها مثل كل الزوجات في العالم يستغلها الجميع، وتمثل الأمومة إشكاليتها الوجودية الكبرى. يتماس الجو العام داخل العرض مع مشهد ساخر في فيلم "مدينة النساء" لفليني، تظهر المرأة فيه آلة تنجب وتحضر الطعام وتستعد لزوجها، وكأنها كالقطط بسبع أرواح. وهو ما نتابعه مع البطلة طوال مدة العرض فنراها تتسلّق الحبل والعقلة وتمارس بعض الحيل السحرية في شكل بهلواني، لذلك كان لا بد من ممثلة ذات مواصفات خاصة تجمع بين الباليه والأكروبات ولم يكن مطلوبا منها الكلام، فالحديث هنا للغة الجسد –المسبب الجندري لإشكالية الشخصية- وقد أجادت المخرجة في اختيار بطلتها، وربما كان هذا العرض من أكثر العروض استغلالا لدراما الجسد.
في السياق نفسه، يأتي عرض الافتتاح، "عنقاء"، من منغوليا ويمزج بين الحوار الجسدي والمكتوب في تناغم بسيط. وقد وقفت اللغة حائلا بالطبع في التلقي مع عدد من العروض المقدمة بلغات بلدانها مثل منغوليا، والمكسيك، وكوريا.إلخ، وتتفاقم المشكلة مع عروض المونودراما التي تعتمد في الأساس على مونولوغ حواري طويل.
تعكس "حالة ماطرة" الوضع المتأزم في العراق، موجهة الإدانة الى كل الأطراف تقريبا، فقد غرق البيت ولم يعد هناك مفر من البحث عن نجاة
فضاءات مغايرة
يعتبر مسرح الشارع والفضاءات غير التقليدية من أصعب الفنون، خصوصا في المجتمعات العربية، حيث يتم التعامل مع فنان الشارع كما كان يحدث قديما مع الفنان المتجول، وهو في كثير من الأحيان لا يعدو مجرد بهلوان يثير الضحك والإثارة من طريق الجسد والكلام.
يسلط العرض التونسي، "التائهان"، الضوء على البطل وهو في أول الشارع المؤدّي إلى ساحة السوق الكبير، المخصصة لإقامة عروض الفضاءات المغايرة. نتابع الممثل الكهل أثناء تجوله يلتقط الزجاجات الفارغة من الشارع، في حين يحتشد المارة حوله ومنهم سياح في الخلفية يتابعون الأضواء والكاميرا وهذا الشيخ الذي يشبه أفلام الكرتون. يعثر الشيخ على مذياع قديم –نلاحظ أن الاكسسوار هنا مترام في طريق الممثل بين العامة- وكلما هزّه بجوار أذنه توالت المحطات التي تعلن الكثير من الجرحى وتصاعد أعداد الوفيات، بجانب مقاطع من الأغاني والإعلانات التجارية.
يتفاعل الجمهور كثيرا مع هذه العروض وممثليها، في الوقت ذاته، لا يستطيع إخفاء دهشته وخجله من الكاميرات والعيون المسلطة، خصوصا حين يطلب منك مباشرة امساك شيء أو المساعدة في شيء، أو حتى التنازل عن مقعدك لأنه كان معدا لشخص من الجمهور سيتم التفاعل معه دراميا. في العرض الياباني، "انحراف حقيقي"، توزع الممثلة خضروات وفاكهة على الجمهور، في حين يستأذن أحد البطلين في العرض المصري، "حيث لا يراني أحد"، شخصا من المتفرجين في كرسيه ليجلس عليه ويكمل ديالوغه وفق الخط الدرامي، وما كان أمام المُشاهد سوى التعاطف مع البطل، بعدما تكشّف لنا مدى حقارة أن تكون مجرد عقرب للثواني يدور ولا يراه أحد، حتى أنهم اخترعوا ساعات رقمية لا يوجد مكان للعقرب فيها من الأساس.
يأتي العرض الاماراتي، "حدث ذات مرة"، في آخر قائمة عروض الشارع، كونه أضعفها نسبيا، سواء في أداء الممثلين أو النص الارتجالي الذي يستدعي إرث الفيلم السينمائي الشهير. تشارك الإمارات أيضا بعرض في المسابقة الكبرى، لتصبح الدولة الوحيدة المشاركة بعرضين.
يعتمد مسرح الفضاءات المغايرة في منهجه على سمة أساسية تأتي في المقام الأول، وهي الخروج من مسرح العلبة الإيطالية التقليدي، نتج من ذلك عدد كبير من التجارب الباحثة عن فضاءات مغايرة وغريبة. أحد المسرحيين في سبعينات القرن الماضي استخدم غرف الفندق لتقديم عروضه وفي كل غرفة كان يروي حكاية مختلفة. وفي تونس استقدم المخرج فتحي العتالي فكرة مسرح المنزل من فرنسا بعد منع عرض إحدى مسرحياته، عرف ذلك في الثمانينات بالمسرح البديل.
من العراق، نشاهد أكثر العروض جنوحا، "ليلة ماطرة"، إنتاج نقابة الفنانيين العراقيين، إذ نقل الفضاء المسرحي أو حتى الإيهام به إلى وسيط فيزيائي مختلف، ذهب إلى الماء (البحر) ولم يبنِ مسرحا خشبيا لذلك، بل جعل الماء نفسه وسيطا دراميا للحدث. نحن أمام ثلاثة رجال مغمورين في الماء يلتفون حول طاولة مياة طافية، وعلى جمهور المقاعد الأمامية الانتباه الى بعض الزخات بين آن وآخر بحسب تطوّر الحكاية. يتجادل الثلاثة حول الماضي حين كان البيت لا يزال بجدرانه، يعيش سكانه على أرض صلبة كباقي البشر. لم يعد يوجد من البيت سوى جدارين متهالكين يمثلان تاريخهما الضائع والخلفية الوهمية للمسرح أيضا. لم يكن هناك مكان مجهز لاستقبال العرض بالطبع لذلك كان البديل هو حمام السباحة لأحد الفنادق المستضيفة للمهرجان.
يمزج العرض بين أكثر من ثيمة عالمية من بينها صراع الأجيال والغريب الذي ينتظر ما لا يأتي، حيث بدأ الأمر مع الثلاثة المحاصرين بثقب بسيط في السقف كان منفذا للأمطار. بمرور الوقت تتكاثر الثقوب حتى يغمرهم الماء، يأكلون ويشربون من المياه المحيطة بهم وفي بعض الأوقات يغسلون ملابسهم ويستحمون، ومنهم من يحلق ذقنه أيضا. ربما يعكس العرض الحالة المتأزمة في العراق حاليا، موجها الإدانة الى كل الأطراف تقريبا، فقد غرق البيت ولم يعد هناك مفر من البحث عن نجاة. في نهاية العرض لا يخرج الممثلون من المسبح لتحية الجمهور بل ينضم إليهم باقي الفريق من إخراج وإضاءة وسينوغرافيا ويعلو التصفيق.