منذ بداية الجولة الأخيرة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، نزح بعض الغزيين من سكان المناطق الحدودية الشرقية والشمالية مع إسرائيل إلى وسط المدن شمالي القطاع، كان في اعتقادهم أن مناطقهم ومنازلهم ستكون عُرضة للقصف، وذلك بحسب تجاربهم السابقة خلال الحروب والاجتياحات البرية الإسرائيلية للقطاع. لكنهم كانوا مُخطئين بعض الشيء إذ غيّر الجيش الإسرائيلي من خططه وأساليب اجتياحه البري عما هو مألوف ومعتاد.
كان النزوح الأول للغزيين بسبب الخوف والاستهدافات لمنازلهم بالطائرات وقذائف الدبابات، ولم يكونوا يعلمون أن عملية تهجير جديدة تنتظرهم من مناطق وأحياء ومدن النصف الشمالي للقطاع. في اليوم السادس للحرب، غادرت بعض المؤسسات الدولية والعاملون فيها غزة وشمال القطاع باتجاه الجنوب، وبالتحديد إلى مدينة خانيونس، ليتبعهم بعض السكان.
وفي صباح اليوم السابع للحرب، بدأ الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان شمال وادي غزة الذي يفصل القطاع من الشرق إلى الغرب إلى نصفين، النزوح إلى جنوب الوادي تمهيدا لعملية اجتياح بري واسعة قيل إن الهدف منها القضاء على حركة "حماس" وجناحها العسكري.