ليست مشاركة روسيا الأخيرة في معرض دبي للطيران 2023 الظهور الخارجي الأول للمعدات العسكرية الروسية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا وفرض عقوبات غير مسبوقة على الاقتصاد الروسي؛ ففي عام 2022، شارك ممثلو صناعة الدفاع الروسية في معرض أفريقيا للفضاء والدفاع، في دولة جنوب أفريقيا. كما شاركوا أيضا في مؤتمر ومعرض الدفاع الدولي (آيدكس 2023) في أبوظبي أوائل عام 2023، حيث عرضوا مجموعة واسعة من المنتجات، مثل دبابات "تي-90"، وراجمات الصواريخ.
ولا شك أن قرار جمهورية جنوب أفريقيا والإمارات العربية المتحدة بتوجيه دعوات إلى المصدرين الروس لتنظيم مثل هذه المعارض يشكل فرصة للكرملين من أجل الترويج لنجاح جهوده الدبلوماسية في أوقات العزلة ومواصلة مساعيه التسويقية. وبذلك تؤكد موسكو من جديد أن قطاع الصناعة العسكرية الروسي لن يتخلى عن مكانته في سوق الأسلحة، وأنه قادر ليس فقط على إمداد قواته في الحرب واسعة النطاق في أوكرانيا، ولكن أيضا على تقديم عقود التصدير.
ومع ذلك، يظل المحتوى العملي لحملة الإعلان عن الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية أمرا غامضا للغاية. وكثيرا ما تخضع هذه المسألة لتفسيرات متباينة من قبل الخبراء، سواء كانوا روسا أم أجانب، استنادا إلى اعتبارات آيديولوجية، وذلك لأن حساب العقود الفعلية وكميات المعدات الموردة غالبا ما يعتمد على منهجية البحث، وهو أمر يصعب التحقق منه، بناء على الظروف الحالية، إلا بعد إتمام العملية. وحتى في ذلك الحين، يظل كثيرون يعتمدون على معلومات غير رسمية.
مجال للمناورة من أجل الدعاية
معروف كيف شددت واشنطن، منذ بداية الأزمة الأوكرانية في عام 2014، سياسة العقوبات ضد موسكو، التي بلغت ذروتها باعتماد قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات (CAATSA) لعام 2017، والذي يسمح بفرض عقوبات ثانوية ضد البلدان، والكيانات القانونية أو الأفراد، الذين يشترون أسلحة من روسيا.