بإقالة رئيس البرلمان العراقي ورئيس "حزب تقدم" محمد الحلبوسي من منصبه- بقرار من المحكمة الاتحادية العراقية- يرتسم في الفضاء السياسي العراقي سؤال محوري: هل ما يجري بحق الحلبوسي، ومن قبله مع كل الزعماء السياسيين السُنة في العراق، هو مجرد صدفة؟ أم ثمة جهة سياسية مركزية في العراق، ذات هيمنة متجاوزة لكل اعتبار سياسي أو قانوني أو دستوري، تفعل ذلك بوعي مسبق وتخطيط استراتيجي واضح، تمارسه بحق كل السياسيين السُنة؟
فما يلبث أي سياسي سُني أن يبرز ويتحول إلى زعامة عامة متجاوزا منطقته المحلية، حتى تتم الإطاحة به بشكل ما.
في السياق ذاته، كان مراقبو الشأن الداخلي العراقي يطرحون أسئلة تفصيلية متعلقة بجوهر ما حدث مؤخرا مع الحلبوسي: هل كانت واقعة "التحريف الجنائي لورقة استقالة النائب ليث الدليمي" هي الأصل والسبب في إقالة الحلبوسي؟ أم إنها فقط الأداة والحجة الوظيفية، لتبرير وتشريع ما كان مُضمرا سلفا، أي استبعاد الحلبوسي من المشهد السياسي، أو إضعافه قدر المُستطاع في أقل تقدير؟
على المنوال نفسه، لو كانت الحادثة ذاتها قد حصلت مع زعيم سياسي عراقي آخر، غير سُني، شيعي أو كردي، هل كانت الأمور قد سارت في المجرى ذاته؟ وذلك في دولة ونظام سياسي شهدا قبل شهور قليلة عملية اختلاس بلغت قيمتها 2.4 مليار دولار من المال العام، ولم يُعتقل أي شخص.