إذا كان الحديث المتواصل عن "اليوم التالي" للحرب في قطاع غزة يقصد منه الترتيبات الأمنية والإدارية في القطاع بعد انتهاء الحرب، فإن "اليوم التالي" في جنوب لبنان يأخذ مسارا أو معنى مختلفا، أو بالأحرى معاكسا؛ إذ إن المقصود منه، انطلاقا مما يكتب في الصحافة الإسرائيلية وما يسرب من نقاشات مراكز القرار الإسرائيلي، أن هناك احتمالا جديا لشن إسرائيل هجوما على "حزب الله".
وهذا يعني عمليا أن توقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي يرجح أن يستمر أسابيع وحتى أشهرا طويلة بوتائر وديناميات مختلفة، قد تتلوه مبادرة إسرائيل إلى شن هجوم على "حزب الله"، أي إلى الانتقال من "حرب الاستنزاف" على الحدود بين إسرائيل ولبنان إلى حرب أوسع.
طبعا هذا لا ينفي إمكان توسع دائرة الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" قبل انتهاء الحرب في غزة أو قبل إنهاء تل أبيب ما تعتبره المراحل الأولى من تلك الحرب. ولاسيما أنه في ظل "حرب الاستنزاف" تلك فإن احتمالات حدوث سوء تقدير في الحسابات، ومن الجانبين، كفيل باندلاع حرب أوسع على تلك الجبهة. وهو سيناريو يتعزز أكثر فأكثر مع تصاعد وتيرة الهجمات المتبادلة بين الطرفين في الأيام القليلة الماضية، ما استدعى رفع واشنطن لمستوى تدخلها "الدبلوماسي" في محاولة جديدة ومتقدمة لمنع حصول هذا السيناريو من خلال إرسال مبعوث الرئيس جو بايدن إلى إسرائيل بهدف حثها على ضبط النفس في الجبهة الشمالية مع لبنان.