"من النهر إلى البحر فلسطين حرة عربية"، أو كما يقال بالعامية الفلسطينية: "من المي للمي فلسطين عربية". هي عبارة يطلقها كثيرون في الآونة الأخيرة خلال الاحتجاجات المنظمة ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن ما من سياق أو أهمية تاريخية خاصة لها، بل هي مستحدثة ولا سيما في الأدبيات الفلسطينية، ولها دلالات جغرافية ترتبط بخريطة ما بعد النكبة عام 1948 التي رسمت الشكل الأولي للكيان الجديد، إسرائيل، بين غرب نهر الأردن وحتى البحر المتوسط، وذلك على حساب حلم الفلسطينيين بتشكيل دولة لهم.
ويعود الباحث الإسرائيلي مردخاي كيدار، في حديث لـ"المجلة"، إلى جلسة عصبة الأمم (الأمم المتحدة لاحقا) والتي عقدت في أبريل/ نيسان عام 1920 بمدينة سان ريمو الإيطالية، وتبنت "وعد بلفور" رسميا، ليصبح وثيقة دولية تعترف بحق اليهود في إقامة دولة لهم على ضفتي نهر الأردن وحتى البحر الأبيض المتوسط، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية.
ويقول كيدار إن تأسيس إمارة شرق الأردن (المملكة الأردنية الهاشمية) عام 1924 قوبل باعتراض في أوساط الحركة الصهيونية في حينه، إذ قلص مساحة الدولة اليهودية التي عملت على إنشائها، واستحدثت عبارة من "النهر إلى البحر" التي باتت تعني المناطق التي تبدأ من الضفة الغربية لنهر الأردن وحتى المتوسط (الضفة الغربية وأراضي 48).