في اليوم الخامس للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اضطر أحمد فتحي للنزوج القسري هو وزوجته وأطفاله من منزل العائلة في حي الرمال، وسط مدينة غزة، إلى منزل أقارب لهم في حي الزيتون، جنوب شرقي المدينة، بعد أن تلقوا تحذيرا إسرائيليا للمغادرة خلال ساعات معدودة قبل قصف الحي.
فتحي (37 عاما) يحمل الجنسية العُمانية، وكان في زيارة لعائلته مع أسرته الصغيرة بعد سنوات من الغُربة عنهم، ولم يكن يتوقع أن يعيش أطفاله ظروفا قاهرة تحت القصف الإسرائيلي المُكثف، كما لم يكن يتوقع أن يكون منزل عائلته أو المنطقة التي يعيشون فيها منذ أكثر من 50 سنة، عُرضة للتدمير الكلي.
يقول لـ"المجلة": "كان أهلي يعتقدون أن منطقتهم أكثر الأماكن أمنا حتى وقت الحروب والأزمات، كونها قريبة من الحدود الغربية البحرية للقطاع، وبعيدة عن الحدود الشرقية مع الاحتلال الإسرائيلي". وكان فتحي قد ترك حاجيات أسرته في منزل العائلة باعتبار أنه سيتمكن من العودة بعد توقف القصف على حي الرمال، في حين أن زوجته أخذت معها فقط جوازات سفرهم وأوراقهم الثبوتية قبل أن يغادروا على عجل.
بعد ليلة من القصف المُكثف والعنيف على الحي، عاد فتحي وشاهد منزل العائلة بكل محتوياته عبارة عن كومة من الركام المُبعثر بين رُكام المنازل المُجاورة. ويقول: "بالكاد تعرفت على مكان منزل عائلتي، ولم أتمكن من استخراج حقائبنا وملابسنا أنا وزوجتي وأطفالي، المهم لدينا جوازات السفر".