في افتتاح "قمة الويب" أكبر مؤتمر سنوي لشبكة الإنترنت في أوروبا، أكدت الرئيسة التنفيذية كاثرين ماهر حاجة مجتمع التكنولوجيا العالمي إلى إجراء محادثات صعبة - من مستقبل الذكاء الاصطناعي إلى مستقبل كوكبنا الصالح للسكن.
وفي كلمتها أمام حشد من آلاف الأشخاص، في ظلّ خلفية من المكعّبات المذهلة الزرقاء والزهرية المائلة الى الحمرة، ناشدت الحضور أن يتحدّوا أنفسهم ويشاركوا باحترام؛ "أريد منكم أن تروا إنسانية بعضكم بعضاً وتدعموها، حتى في أصعب المحادثات فيما بيننا".
جاء كلامها، وهي استُدعيت على عجل، بعد استقالة المؤسّس المشارك والرئيس التنفيذي الأيرلندي بادي كوسغرايف في اللحظة الأخيرة على خلفية تعليقات أدلى بها في شأن الحرب بين إسرائيل و"حماس".
ففي 13 أكتوبر/تشرين الأول، بعد مرور ستة أيام على الهجوم الذي شنته "حماس" على مستوطنات إسرائيلية، نشر كوسغرايف على موقع "إكس" (تويتر سابقاً)، "إنني مصدوم من خطاب العديد من القادة الغربيين وأفعالهم" رداً على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
وقال مؤسس "قمة شبكة الإنترنت" السنوية: "إن جرائم الحرب هي جرائم حرب، حتى حين يرتكبها حلفاء، ويجب تسميتها باسمها".
I’m shocked at the rhetoric and actions of so many Western leaders & governments, with the exception in particular of Ireland’s government, who for once are doing the right thing. War crimes are war crimes even when committed by allies, and should be called out for what they are.
— Paddy Cosgrave (@paddycosgrave) October 13, 2023
أثارت هذه التغريدة ردّ فعل عنيفاً على الفور فسحب عمالقة التكنولوجيا في العالم، بما في ذلك "ألفابت"، "ميتا"، "أمازون"، "إنتل"، "سترايب"، و"سيمنز" - بالإضافة إلى روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الألماني ونائب المستشار - مشاركتهم على الفور.
وفي رسالة اعتذار لاحقة، قال كوسغرايف إنه يدعم بوضوح لا لبس فيه "حق إسرائيل في الوجود والدفاع عن نفسها"، لكن ذلك لم يشفع له.
وقالت ماهر، الرئيسة التنفيذية السابقة لمؤسسة "ويكيميديا" التي استُدعيت لقيادة القمة وانقاذها، بعد الخلافات بشأن تصريح كوسغرايف واستقالته، إنه على الرغم من انسحاب بعض الجهات الفاعلة الكبرى من القمّة، إلا ان الحضور تجاوز الأعداد في أي وقت مضى.