في 23 أكتوبر/تشرين الأول 1956، انفجرت مظاهرات طلابية عارمة في العاصمة المجرية بودابست، التابعة يومها للمعسكر الشرقي في الحرب الباردة والتابعة سياسيا للاتحاد السوفياتي. استمرت المظاهرات اثني عشر يوما، مطالبة بالتخلص من الحكم الشيوعي في المجر، قبل تدخل الجيش السوفياتي لقمعها عسكريا واستعادة وإعادة الأمور إلى نصابها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
تفاجأت الولايات المتحدة الأميركية بالمظاهرات التي وصفها مدير وكالة الاستخبارات الأميركية آلان دالاس "بالمعجزة"، بينما قال الرئيس دوايت آيزنهاور إنها عكست رغبة الشعب المجري الحقيقية "نحو الحرية والديمقراطية". وفي خضم تلك الأزمة الدولية في المجر انفجرت معركة ثانية في ذلك الخريف العاصف من العام 1956، يوم بدأ العدوان الثلاثي على مصر في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول.
الرئيس آيزنهاور كان أحد أشهر القادة العسكريين للحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وكان يعتقد أنه كرئيس دولة عظمى منذ سنة 1953، لا يمكنه إدانة غزو المجر والسكوت أو غض الطرف عن غزو بريطانيا وفرنسا وإسرائيل لمصر. موقفه الصلب يومها يدعو للمقارنة بموقف خلفه الرئيس جو بايدن اليوم، الذي عارض الحرب الروسية في أوكرانيا ووضع كامل ثقله السياسي خلف الحرب الإسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة.
عنصر المفاجأة
البعض ربط موقف بايدن بالانتخابات الرئاسية المقبلة في بلاده في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وعدّ أنه يسعى لكسب أصوات الناخبين اليهود من أجل التجديد له في البيت الأبيض. ولكن التحدي نفسه واجه دوايت آيزنهاور من قبله، يوم أتت حرب السويس في أسبوع الانتخابات الرئاسية الاميركية سنة 1956، ولكنها لم تمنعه من اتخاذ موقف صلب وحاسم في وجه إسرائيل.