مر أربعون يوما وأربعون ليلة على اندلاع أزمة غزة دون أن تندلع الحرب الإقليمية، التي توقع البعض أنها ستجتاح الشرق الأوسط وتعطل أسواق الطاقة والاقتصاد العالمي، لم تندلع- حتى الآن على الأقل. وها هي إسرائيل مستمرة في تنفيذ عملية "السيوف الحديدية" في غزة تحت ذريعة تدمير قدرات "حماس" والسعي بطريقة ما إلى خلق قطاع غزة جديد يحكمه أي طرف آخر غير "حماس"، بينما تبلغ إيران "حماس" بأنها لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع، كما ذكرت بعض التقارير، لأن "حماس" لم تخطرها مسبقا بالعملية التي قامت بها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورغم ذلك، قام وكلاء إيران بالرد على إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة في ثلاث ساحات إقليمية مختلفة. أولاها هجمات متعددة من قبل "حزب الله" ضد إسرائيل، وهجمات إسرائيلية مضادة على طول الحدود الإسرائيلية- اللبنانية. وتشمل الثانية إطلاق الحوثيين لصواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة من اليمن، والتي اعتُرضت جميعها من قبل إسرائيل، والولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، أو سقطت في مناطق غير مأهولة. أما الرد الثالث، والذي ربما يكون الرد الأقل توقعا، والذي تأتي تداعياته السياسية بشكل غير متوقع أيضا، فيتضمن تصعيدا عسكريا أفقيا مستمرا منذ شهر من قبل الميليشيات المدعومة من إيران ضد القواعد العسكرية الأميركية في جميع أنحاء سوريا والعراق، والذي لا يزال مستمرا على الرغم من الضربات العسكرية الأميركية الثلاث المتتالية في فترة زمنية قصيرة نسبيا.