في ظل كل هذا العدد من القتلى وكل هذه القسوة، فإن الحديث عن السلام يبدو أمرا مستبعدا في أحسن الأحوال. يمكن أن يجادل البعض– وهم على حق– بأنه حتى قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كان السلام في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني احتمالا بعيد المنال. من منظور تاريخي، يعدّ هذا الحدث واحدا من الصراعات القليلة التي أصبحت فيها فكرة السلام واقعا ملموسا، بعد اتفاقات أوسلو، لكنها تحطمت بشكل مأساوي خلال العقود التي تلت ذلك. ونتيجة لذلك، تعتبر فكرة السلام بحد ذاتها محل تساؤلات، في نظر شرائح من الإسرائيليين والفلسطينيين.
ويبدو أن ذكر اسم اتفاقات أوسلو يوحي وكأنه حديث عن نوع من الخيال؛ فهي وهم جماعي انخرط فيه الطرفان، واستيقظا منه بعد ذلك. ويبدو أن "الاتفاقات التي لا يجوز ذكرها" تشوه سمعة كل من يجرؤ على نطق اسمها. وتحول صناع القرار على الجانبين منذ فترة طويلة، من موقف يسمح بمناقشة الحلول، إلى موقف يعيد تكرار الحجج القديمة. وكل طرف يرى نفسه ضحية للآخر. وأصبحت لعبة إلقاء اللوم على الماضي بديلا ساما عن التفكير في المستقبل.
هدنة بدل اتفاق
ستنتابك الرغبة أثناء قيامك بقراءة هذه المقالة بالسؤال حول من يقع عليه اللوم في هذا الأمر. هذا أمر طبيعي، ولكن عليك أن تعلم أن العدالة الحقيقية نادرا ما تتحقق في أوقات الحرب أو النزاعات.