سوريا في الخامس من فبراير/شباط 2023
عشية الزلزال الذي ضرب في السادس من فبراير/ شباط 2023، كانت سوريا تعاني العزلة والدمار فيما كان الملايين من شعبها ينزفون الدماء، والبلاد ترزح تحت وطأة العقوبات القاسية المفروضة عليها. ولم يكن الرئيس بشار الأسد مستعدا للرحيل؛ فبعد اثني عشر عاما من الحرب و500 ألف قتيل، و6.5 مليون لاجئ، و6.8 مليون نازح داخلي، وملايين السوريين الذين أُلقي بهم في براثن الفقر والجهل وانعدام الأمن، لم يكن ثمة ضوء في نهاية النفق؛ فسوريا مدمرة، واقتصادها ظلَّ على ما كان عليه من قبل. وواحد من كل خمسة لاجئين في العالم سوري.
ويبدو المستقبل قاتما؛ إذ أجبر نقص الوقود الحكومة على إعلان أيام عطلة إضافية في ديسمبر/كانون الأول عام 2022. وهذا وضع يصعب فهمه، إذ إنه كان بإمكان تنظيم داعش أن يهرّب النفط خارج البلاد بقيمة تتراوح بين مليون إلى أربعة ملايين دولار يوميا عندما كان يسيطر على حقول النفط الواقعة في شمال شرقي سوريا. وحاليا تسيطر الولايات المتحدة و"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية على حقول النفط هذه؛ فمليارات الدولارات الأميركية من الدعم العسكري التي قُدمت، والمساعدات الإنسانية، والعقوبات القاسية، وأربعة مبعوثين خاصين للأمم المتحدة، والكثير من قرارات مجلس الأمن الدولي، والكثير من الاجتماعات، فشلت جميعها في تحقيق نتائج ملموسة.
كما يتعثر تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254 الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2015، والذي التزم سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، ودعا إلى حل سياسي شامل يقوده ويشرف عليه السوريون؛ إذ إن النهج التدريجي الذي دعا إليه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غير بيدرسون، لم يُظهر نتائج ملموسة بعد. ولا زالت لغة الدبلوماسية الدولية عدوانية.