في 21 أكتوبر/تشرين الأول 1935، شيع أهالي فلسطين المجاهد السوري عز الدين القسام واثنين من رفاقه الذين قتلوا قبل يوم واحد في قرية الشيخ زيد التابعة لمحافظة جنين. كان القسام خطيبا مفوها وزعيما شعبيا يُحضر لثورة مسلحة ومزدوجة ضد الإنكليز واليهود معا. قُتل في يومها الأول وأثناء معركتها الأولى وهو في الثالثة والخمسين من عمره.
وأوعز السياسي الشاب أكرم زعيتر (الذي أصبح بعد سنوات ممثل فلسطين في جامعة الدول العربية) بأن يتم لف نعشهم بأعلام الدول العربية الثلاث التي لم تكن تقبع تحت أي احتلال أجنبي (السعودية واليمن والعراق) وقد فجر مقتل القسام ورفاقه موجة من الغضب والمظاهرات ضد الاحتلال البريطاني. كما أضربت مدينة حيفا إضرابا شاملا، وعدت حادثة استشهاده من الشرارات الرئيسة التي أطلقت الثورة الفلسطينية في أبريل/نيسان 1936. فمن هذا الشيخ السوري الذي ارتبط اسمه اليوم بكتائب مسلحة حملت اسمه وتقود معارك عنيفة في قطاع غزة الآن؟