تأتي التأثيرات السلبية على مصر، على الرغم من نهضتها السياحية عامي 2022/2023 في أعداد السياح والإيرادات من العملات الأجنبية. فللحرب بكل تأكيد تأثيرات اقتصادية وتنموية وسياحية انخفضت معها الإشغالات والتعاقدات للأشهر المقبلة، وتتأثر مصر في طبيعة الحال باعتبار أن لديها حدوداً مباشرة مع غزة، وهي على خط التماس في ما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط.
إرتفاع أقساط التأمين
يظهر التأثير الأكبر حالياً في ارتفاع أقساط التأمين على البضائع والسياحة جراء الأخطار، وربما سيكون التأثير كبيراً جراء تشدد شركات التأمين في توفير استحقاقات التأمين اللازمة للوفود السياحية والبضائع في الإقليم.
وسترتفع أيضا في حالة توسع الحرب، أرقام التأمين بشكل كبير على البضائع والمنتجات، وحتى على حياة السياح، وسيحصل تاليا ركود سياحي في المرحلة المقبلة في المنطقة، ومصر هي جزء منها بالطبع، وتعاني من التأثيرات الاقتصادية السلبية للحرب في قطاع غزة على معدلات التجارة والتنمية وحركة السفن، والبيع والشراء وحتى على أسواق النفط التي شهدت ارتفاعات سعرية كبيرة في الآونة الأخيرة.
إقرأ المزيد عن: ردود الفعل الاقتصادية على الحرب في غزة
وظهرت تأثيراتها السلبية جلية في العديد من المدن المصرية وخصوصاً المتاخمة للحدود، بكثير من إلغاءات الحجوزات بنسب كبيرة، ويتوقع أن تشهد الفترة الحالية ارتفاعاً في نسب الإلغاءات وتباطؤاً في الحجوزات القصيرة الأجل، وتقدَّر نسب الإلغاءات من 30 إلى 90 في المئة من حركة السياحة المتوقعة خلال الفترة المقبلة.
مسابح في أحد الفنادق في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر
وتؤثر الحرب على السفر الى الدول المجاورة عليها سلباً، ولا سيما على المدن المجاورة لمنطقة النزاع وفي مقدمها طابا ونويبع وسانت كاترين، وتليها في التأثر مدينة شرم الشيخ، بينما يقل التأثير في باقي مدن البحر الأحمر مثل الغردقة ومرسى علم وصولا إلى القاهرة وباقي المدن المصرية، في ظل توقعات ممثلي صناعة السياحة أن تكون تلك التأثيرات قصيرة الأجل، اللازمة لحماية الاقتصاد المصري من الآثار السلبية التي تُخلِّفها هذه الأحداث العالمية والإقليمية.
حال من الترقب والتشاؤم السياحي
في السياق قال الخبير السياحي ورئيس جمعية مستثمري طابا ونويبع سامي سليمان إن مصر "حققت قبل حرب غزة ما يزيد على 15 مليون سائح زاروا مصر قبل اندلاع الحرب، وكنا نتطلع إلى زيادة هذا الرقم حتى نهاية السنة الجارية، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن".
إقرأ المزيد عن: غاز شرق المتوسط على وقع حرب غزة
وأضاف سليمان لـ"المجلة": "إن الحرب الدائرة رحاها في غزة طارئة وستأخذ وقتها، لكنها لن تستمر طويلاً، ويُتوقع انتهاؤها في المدى القريب. فتأثيراتها واضحة من الناحية الاقتصادية حتى على العملة الإسرائيلية وانخفاض الشيكل بنسبة كبيرة على الرغم من دعم الدولة له، لكن الأزمة الحالية سريعة وستعود السياحة الى الشرق الأوسط ككل وليس كجزء، لكن التأثير الأكبر في محيط الحرب الدائرة حالياً هو في لبنان وسوريا ومصر".
وكشف سليمان أن "الحرب في غزة أثرت على معدلات الحجوزات في المدن القريبة من الحدود المصرية، وهي سانت كاترين ونويبع وطابا، في حين لم تتأثر باقي المقاصد السياحية سواء المطلة على ساحل البحر الأحمر مثل الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم أو الأقصر وأسوان جنوب البلاد إلا بنسب قليلة لا تتجاوز 30 في المئة، أما سيناء وجزء منها فتأثرا بشكل كبير، وتصل نسب الإلغاءات في المناطق الملاصقة للحدود المصرية، نويبع وطابا وسانت كاترين، الى 90 في المئة".
وقال إن السياحة في إيلات بلغت صفراً ومصر كانت تستفيد من السياحة العالمية التي كانت تصل الى إسرائيل ومن الأردن وتدخل الى سانت كاترين والدول الثلاث مرتبطة ارتباطا وثيقاً بالسياحة الدينية. "فكل الأمور منعكسة على بعضها". وأكد أن نسب الإلغاءات قليلة في القاهرة بين 20 و30 في المئة أما في الأقصر وأسوان فتصل النسبة إلى 30 في المئة.