غزة: ربما لم تكن إسرائيل تتوقع عندما وافقت وأتمت عملية تبادل أسرى فلسطينيين بوساطة مصرية، عُرفت بـ"صفقة شاليط" أو صفقة "وفاء الأحرار" مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس" جلعاد شاليط، في أكتوبر/تشرين الأول 2011، لم تكن تعرف أنها ستفرج عن واحد من أسرى الحركة الذي سيصبح خلال سنوات رئيس "حماس" وحليفا سنيا رئيسا لـ"محور الممانعة" الشيعي الإيراني في غزة، وسيكون العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأطلقت تل أبيب سراح يحيى السنوار، يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، كواحد من 1027 أسيرا وأسيرة، أفرجت عنهم مقابل إطلاق سراح شاليط الذي أسرته "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" و"ألوية الناصر صلاح الدين" التابعة لـ"لجان المقاومة الشعبية"، و"جيش الإسلام"، في عملية عسكرية متقدمة تُعرف باسم "الوهم المتبدد" عام 2006 على الحدود الجنوبية الشرقية لقطاع غزة.
أكبر العمليات
وتعد تلك العملية من أكثر العمليات التي نفذتها الفصائل الفلسطينية تعقيدا منذ بدء انتفاضة الأقصى الثانية والتي انطلقت عام 2000، حيث استطاعت "كتائب القسام" الحفاظ على الجندي شاليط على قيد الحياة لـخمس سنوات، وبشكل سري، فيما فشلت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في الوصول إلى مكانه، حتى خلال العملية العسكرية الشرسة التي شنتها إسرائيل بين عامي 2008 و2009 ولمدة 21 يوما، معتقدة أنها كانت ستتمكن من فك أسر شاليط.
من يحيى السنوار؟
وبعد عامين من العملية العسكرية، اضطرت إسرائيل إلى الجلوس والانصياع للحل التفاوضي، حتى دفعت مقابل شاليط ثمنا باهظا كان أحدها، حرية رئيس "حماس" الحالي، يحيى السنوار.