يتلاشى الأمل بعودة مخيم اليرموك كما كان سابقا، بوصفه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في الخارج، وعاصمة للشتات الفلسطيني، ورمزا لحق العودة، والمدينة التي لا تنام، وقلب دمشق التجاري، وذلك بعدما طالته نكبات الحرب، وحولته إلى منطقة يطغى عليها الدمار وتكاد تخلو من السكان، بعدما أجبرت الغالبية العظمى من سكانه على النزوح منه.
تعود بداية رحلة اللجوء الفلسطيي في سوريا إلى ربيع عام 1948، عندما شكلت الأخيرة ملاذا لالاف الفلسطينيين ممن قذفت بهم النكبة وعمليات التهجير والترانسفير التي قامت بها العصابات الصهيونية وبخاصة "الهاغاناه"، إلى مناطق أخرى داخل فلسطين أو في الدول العربية المجاورة.
ويذكر الكاتب الفلسطيني علي بدوان الذي يعد مخيم اليرموك مسقط رأسه، أنه لجأ إلى سوريا في ذلك العام نحو 90 ألف فلسطيني معظمهم من لواء الجليل، وتحديدا من مدن وقرى الشمال، وبخاصة قرى مدينة صفد ومحيطها، وسهل الحولة، وقرى وبلدات غور فلسطين الشمالي، ومدن الناصرة، وطبريا، وعكا، وبيسان... وحيفا، والعدد الأقل من وسط فلسطين، من اللد، والرملة، ويافا.
وبحسب بدوان، فقد وصلت الدفعة الثانية من اللاجئين الفلسطينيين إلى سوريا بعد عام 1956، قادمين من التجمعات الفلسطينية في لبنان، ولحق بهم مئات من الفلسطينيين الذين طُردوا من المناطق المنزوعة السلاح على الحدود الإسرائيلية- السورية، وبالتحديد على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا، وأقاموا في منطقة الجولان، ثم لجأوا ثانية بعد حرب يونيو/حزيران 1967 إلى مناطق دمشق ودرعا. كما توافدت دفعات جديدة من الفلسطينيين إلى سوريا بعد عامي 1970 و1971.
اللاجئون الفلسطينيون وبعد وصولهم إلى الأراضي السورية عام 1948، أقاموا في مواقع وتجمعات ومخيمات تركزت في منطقة دمشق وبقية المدن السورية. وأمضى بعضهم سنوات داخل ثكنات الجيش الفرنسي الذي كان قد غادر سوريا لتوه، أي في مخيمي النيرب وحمص، فيما استقر آخرون داخل المنشآت الحكومية والجوامع والمساجد المنتشرة في دمشق.
وفي مقال نشر بموقع "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، يذكر الكاتب الفلسطيني نبيل السهلي، أن أصول اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تعود إلى 300 قرية في الجليل والساحل الفلسطيني، وتتبع 16 مدينة هي مراكز أقضية في فلسطين، مثل حيفا، الناصرة، طبرية، صفد، عكا، بيسان، يافا، القدس، جنين، وغيرها من المدن الفلسطينية.