عشية استمرار الحرب في إسرائيل وغزة، تترتب على النزاع تكلفة بشرية هائلة ومتزايدة. لكن إلى جانب العنف والموت، ثمة تداعيات اقتصادية يمكن أن تكون متفاقمة وغير قابلة للتصحيح.
على صعيد الاقتصاد الكلي، يتجه الاقتصاد العالمي نحو الركود، حيث تجتمع معدلات النمو المنخفضة والضغوط التضخمية المستمرة، ولا سيما في مجالي الغذاء والوقود، مع ارتفاع تكاليف الاقتراض، وافتقار كثير من الاقتصادات المثقلة بالديون إلى فرصة تحسن على صعيد الماليات العامة. في حين قد تنتقص السياسات الصناعية التنافسية في مضمار الطاقة المتجددة من حوافز العالم النامي للقضاء على الانبعاثات الكربونية. وفي أسواق النفط، ترتفع الأسعار كرد فعل على النزاع وبسبب القلق من تكاليف التأمين في حال توسع الحرب في المنطقة.
ويبرز أيضا تهديد صريح من إيران وطلبها من أعضاء “أوبك” الآخرين حظر صادرات النفط إلى إسرائيل. لا تشتري إسرائيل بالطبع النفط من إيران، لكنها مستوردة له. والتهديد أقرب إلى تذكير بالأجواء السياسية التي أحاطت بحظر عام 1973 والخوف من استخدام النفط كسلاح في الأسواق العالمية. وعلى نطاق أوسع، لا تزال فروق الأسعار في مبيعات النفط من إيران وروسيا بسبب العقوبات وآليات تحديد سقف للأسعار تشكل عبئا على أعضاء “أوبك” الآخرين ينبغي عليهم التعامل معه، مع مواصلة المملكة العربية السعودية المنتجة للنفط تخفيضاتها الخاصة للانتاج في محاولة لتحقيق توازن في الأسعار. يُذكَر أن العقود الآجلة للنفط ارتفعت بنسبة ثلاثة في المئة إلى 93 دولارا للبرميل على خلفية قصف مستشفى المعمداني في غزة.