أما ديفيد غروسمان الكاتب الإسرائيلي الفائز بجائزة "مان بوكر" الدولية في 2017، فقد شبّه في صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية مسرحيات نتنياهو الهزلية بتصرفات تشاوشيسكو، ورأى أن السلام الذي سعى إليه نتنياهو محاولا القفز فوق أسّ الصراع الحقيقي هو سلام الأثرياء. واستشرف غروسمان المستقبل ليؤكد أن "إسرائيل سوف تغدو أكثر يمينية وعنصرية، وسوف يزداد الاستقطاب والانقسام الداخلي، وسوف تعزز الأحكام المسبقة والصور النمطية الأكثر تطرفا والأكثر دفعا في اتجاه الكراهية".
رفض عالمي
من بين المحطات اللافتة على المستوى الثقافي، خلال هذه الحرب الأخيرة، الرسالة المفتوحة إلى الحكومة البريطانية التي وقعها في 17أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 2000 من صانعي الأفلام والفنانين والممثلين والقيمين والكتاب المسرحيين البريطانيين ضد الإبادة في غزة، تقول الرسالة:
"إننا نشهد جميعا جريمة وكارثة حقيقية، فقد حوّلت إسرائيل جزءا كبيرا من قطاع غزة إلى أنقاض، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن 2.3 مليون فلسطيني. وأصبح شبح الموت يخيم على المنطقة على حد تعبير ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية".
وفي مسعى الى إيقاف المجزة تتابع الرسالة:
"إننا ندعم الحركة العالمية ضد تدمير غزة والتهجير الجماعي للشعب الفلسطيني. ونطالب حكومتنا بإنهاء دعمها العسكري والسياسي للأعمال العدائية الإسرائيلية. وندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح المعابر في غزة للسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون أي عوائق".
كما وقّع في 20 أكتوبر/تشرين الأول أكثر من 8آلاف فنان وعامل في الحقل الثقافي رسالة مفتوحة أخرى تحذر من الإبادة الجماعية في غزة وتدعو إلى وقف إطلاق النار.
تضمنت هذه الرسائل المفتوحة أسماء من جميع أنحاء العالم وعكست غضب الملايين في مواجهة الحصار الصهيوني على غزة والهجوم البري الذي يتوقع أن يحصد حياة عشرات الآلاف من الأرواح.
ونشرت منظمة "If Not Now" الأميركية اليهودية التي تدعو إلى إنهاء الدعم الأميركي لنظام الفصل العنصري الإسرائيلي والمطالبة بالمساواة والعدالة والمستقبل المزدهر للجميع، على موقع "إكس" تغريدة تقول: "إننا ندين بشدة قتل المدنيين الأبرياء ونعبر عن بالغ أسفنا للخسائر في أرواح الفلسطينيين والإسرائيليين مع تزايد أعداد الضحايا في كل دقيقة. إن دماء هذه الضحايا تلطخ أيدي الحكومة الإسرائيلية، والحكومة الأميركية التي تمولها وتبرر تهوّرها، ويد كل زعيم دولي يواصل غض الطرف عن تلك العقود من القمع الذي تعرض له الفلسطينيون، مما يعرض الفلسطينيين والإسرائيليين للخطر. وإن كل من يقلل المخاوف التي يؤدي إليها هذا القمع أو يتجاهل هذا السياق المستمر لن يفاجأ إلا بإراقة المزيد من الدماء".