قال القيادي الفلسطيني والعضو السابق في حركة "فتح" ناصر القدوة، ابن شقيقة الرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، إنه لو أن عرفات، الذي تصادف ذكرى رحيله الـ 19 في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، كان موجودا الآن لكان "حمل الكلاشينكوف و ذهب إلى غزة... وقلب الدنيا، وتسبب بثورة في طريقة العمل الفلسطيني"، معتبرا أن الموقف الدولي الحالي ازاء الحرب في غزة "فضيحة"، وأن هناك "اصطفافا حديديا لكثير من الدول الغربية إلى جانب إسرائيل، وبعض هذه الدول الغربية تشارك فعلا في تقديم الدعم والإسناد لإسرائيل".
وأكد القدوة، في حديث لـ"المجلة"، أنه من المبكر الحديث عن "اليوم التالي"، لكن حرب إسرائيل على غزة ستؤدي إلى ثلاثة تغييرات، هي: "تغيير الحكومة الإسرائيلية الحالية، إذ إن نتنياهو انتهى، والحاجة إلى تغيير في القيادة الفلسطينية، كما سيكون لدينا حماس جديدة".
وأوضح ردا على سؤال: "يجب أن يكون لدينا "فتح" جديدة وأن يكون لدينا "حماس" جديدة ويجب أن يكونا منغمسين جديا في الحكومة الفلسطينية الجديدة التي يجب أن تكون خارج السلطة المباشرة للرئيس محمود عباس حتى لو بقي. أما منظمة التحرير فعلينا أن نذهب إلى انتخابات بمجرد أن يتعافى قطاع غزة".
وهنا نص الحديث الذي أجري عبر تطبيق "زووم" يوم الأربعاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني:
• كيف يمكن وقف الحرب على غزة التي مضى عليها أكثر من شهر، وكيف يمكن الخروج من هذه الكارثة؟
- للأسف يبدو أن إيقاف الحرب بشكل سريع أصبح غير ممكن، وهذا تبين من خلال السياسات والممارسات الإسرائيلية. ما تقوم به إسرائيل ليس محاولة لضرب "حماس" كما يدعي (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو، إنما يبدو أن هذه حرب استنزاف جدية ضد الشعب الفلسطيني كله، تستهدف الفلسطينيين المدنيين، وهذا تكرر في حروب سابقة ولكن طبعا هذه الحرب استخدمت عنفا أكثر بكثير من المرات السابقة، استخدمت كل وسائل الحرب المتوفرة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي.
• كيف ترى الموقف الغربي؟
- أصبح من الواضح، بكل أسف، أن كل القوى الإنسانية الصديقة للشعب الفلسطيني والمحايدة لن تستطيع إيقاف هذه الحرب بسبب الموقف الإسرائيلي، وبسبب ذلك الاصطفاف الحديدي لكثير من الدول الغربية إلى جانب إسرائيل وبعض هذه الدول الغربية مشارك فعلا في تقديم الدعم والإسناد لإسرائيل. هذا أمر مؤسف حقيقة لأنه ترتب عليه انهيار منظومة القيم التي نادت بها بعض هذه الدول الغربية لسنوات طويلة. وربما تحت ضغط الشارع في هذه الدول يتغير هذا الموقف ولكن هذا الأمر سيأخذ بعض الوقت.
هناك الموقف الإسرائيلي وهناك الدعم الغربي الكامل تقريبا المقدم لإسرائيل مع بعض الاستثناءات. وبالرغم من الصمود الفلسطيني، إلا أنه للأسف الشديد يبدو أن هذه الحرب ستطول أكثر مما كنا نتوقع.
• والموقف العربي؟
- أريد أن أشير أيضا إلى حالة الفشل العربي في مواجهة ما يحصل. بداية الموقف العربي كان غير موفق وهذا واضح في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عُقد في القاهرة في جامعة الدول العربية في البداية. كان موقفا ضعيفا ومهزوزا. بعد ذلك بدأ الموقف العربي في التحسن بشكل ملموس، ولكن عندما تبدأ بداية غير موفقة فإن الأمور تأخذ بعض الوقت حتى تصل إلى النقطة المطلوبة وما زلنا لم نصل إليها.
أنا في هذا المجال أريد أن أؤكد أن على الدول العربية أن تقف بحزم هذه المرة في مواجهة العدوان الإسرائيلي والسياسات الإسرائيلية الأميركية، ليس فقط دفاعا عن القضية الفلسطينية أو دفاعا عن الشعب الفلسطيني وحسب، ولكن دفاعا عن موقع هذه الدول في النظام الدولي الذي يتشكل الآن. يجب أن تظهر بوضوح قدرة هذه الدول العربية على فرض وجهة نظرها أو فرض على الأقل احترام الآخرين لوجهة نظرها ولقضاياها الرئيسة. هذا أمر مهم جدا وأرجو أن يحدث لأن له منفعة كبيرة على المستوى الفلسطيني وعلى المستوى العربي أيضا.