يوم الأربعاء 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت "قوات الفجر"، الذراع العسكرية لــ"الجماعة الإسلامية في لبنان" عن "توجيه ضربات صاروخية استهدفت مواقع العدو الصهيوني في الأراضي المحتلة، وحققت فيها إصابات مباشرة". كما توعدت "بالمزيد من الرد على أي عدوان يطال أهلنا في الجنوب".
هذا التطور فاجأ اللبنانيين كما المتابعين في الخارج، ليس فقط لدخول "الجماعة الإسلامية"- وهي الفرع اللبناني في تنظيم "الإخوان المسلمين"- على خط المناوشات الدائرة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، بل أيضا لوجود ذراع عسكرية لها. المفاجأة شملت كذلك الجسم التنظيمي للجماعة نفسها، إذ إن غالبية قياداتها لم تكن على بينة مما حصل، وقرأت البيان مثل الآخرين. وهو ما كانت له انعكاسات داخل أروقة الجماعة نفسها.
فمن هي "قوات الفجر"؟ ولمن تعود الإمرة عليها؟ كيف دخلت على خط المناوشات؟ وهل فعلا قامت بعمليات على الحدود الجنوبية، أم إن هناك من قام بالعمليات وتبنتها "الجماعة الإسلامية"؟
يعود الظهور الأول لـ"قوات الفجر" إلى عام 1982، عندما قام الجيش الإسرائيلي باجتياح لبنان وصولا إلى بيروت. آنذاك قامت تنظيمات من مشارب آيديولوجية مختلفة، من بينها "قوات الفجر" بعمليات عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وذلك قبل ظهور "حزب الله" الذي عمل تدريجيا على حصر "المقاومة" بيده. وقد نصت "وثيقة الوفاق الوطني" عام 1989 التي أنهت الحرب الأهلية، على تسليم سلاح الميليشيات للدولة اللبنانية، فانسحبت كل الفرق والأذرع العسكرية للأحزاب إلى الظل ما خلا "حزب الله".
مذاك لم يتداول اسم "قوات الفجر" إلا لماما. لكنها بقيت موجودة ضمن الهيكل التنظيمي للجماعة ولديها موازنتها الخاصة.