عندما وصل إلى السلطة عام 2017، كان يحيى السنوار، رئيس حركة "حماس" في غزة، يتمتع بشعبية واسعة بين الفلسطينيين، وبخاصة بين أنصار "حماس"، لأنه على النقيض من قادتها الآخرين الذين كانوا يستمتعون برغد العيش خارج غزة. بل وحتى في الداخل، لم تطل السنوار شائعات الفساد التي ابتليت بها الحركة. وكان السنوار قد خرج للتو من السجن بعد 22 سنة قضاها في غياهبه، وعاد إلى غزة كجزء من صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وبعد أيام من دخوله غزة أطلق تعهده الشهير بإطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين.
وعلى الرغم من أنه كان يعتبر من المتشددين، فثمة في إسرائيل من يجادل بأنه في واقع الحال رجل واقعي؛ ففي عام 2006، كان السنوار من بين مجموعة من السجناء الفلسطينيين من فصائل مختلفة وقّعوا على وثيقة توافق فعليا على أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتعايش مع إسرائيل، وتعتبر أن "مقاومة" الاحتلال الإسرائيلي يجب أن تركز على "الأراضي المحتلة عام 1967"، أي الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي عام 2017، مع صعود السنوار إلى السلطة في غزة، غيرت "حماس" ميثاقها المعادي للسامية ليشمل لغة تعترف بشرعية حدود 1967.
وعندما طرحت "حماس" اسمه ضمن قائمة الأسرى الذين سيتم تبادلهم مقابل شاليط، لم تعارض إسرائيل. وحتى مصر كانت ترى فيه شخصا يمكن العمل معه بعد سنوات من التوترات مع قيادة "حماس" في غزة. وكان الرجل على استعداد للتفاوض على اتفاقات مع إسرائيل، والتركيز على إعادة بناء غزة.