يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة كل عام، حين هُجّر نحو مليون فلسطيني قسراً من ديارهم في عام 1948 في وقت كانت دولة إسرائيل تشق طريقها للوجود. وقد دمرت أكثر من 500 قرية ومدينة آنذاك، لم يُسمح لسكانها بالعودة إليها أبدا. وارتكبت المجموعات الصهيونية، التي أصبحت فيما بعد "جيش الدفاع الإسرائيلي"، مجازر في عشرات القرى والتجمعات الفلسطينية.
حدثت النكبة عام 1948، بعد ثلاثين عامًا فقط من إعلان وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور في كتاب، تعهد فيه بدعم إقامة دولة يهودية في فلسطين. في ذلك الوقت، كان الفلسطينيون يشكلون 94 في المئة من السكان.
لا تزال النكبة جزءا لا يتجزأ من حياة الفلسطينيين حتى يومنا هذا. فقد تشرذم المجتمع الفلسطيني بالكامل منذ النكبة، حيث انتشر ملايين اللاجئين في الدول المجاورة وفي جميع أنحاء العالم، والعديد منهم أصبحوا لاجئين مرتين أو أكثر.
وتواصل إسرائيل حرمان الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك، حق العودة إلى ديارهم وأراضيهم التي طردوا منها، في حين يمنح قانون العودة الإسرائيلي الجنسية تلقائيا لليهود المولودين في أي مكان في العالم. ويتعرض الفلسطينيون المقيمون في إسرائيل (الأقلية التي بقيت بعد التهجير عام 1948) اليوم لعشرات القوانين وغيرها من الممارسات العنصرية المنهجية.
ولا تزال إسرائيل ماضية في إنكار الحقائق التاريخية للنكبة بكل الوسائل القانونية والثقافية والسياسية الممكنة.