خلال السنوات الأخيرة الماضية، ذاع صيت الأنفاق في قطاع غزة، بعدما استخدمته الفصائل الفلسطينية في عملياتها ضد إسرائيل بما في ذلك إطلاق الصواريخ على الداخل الإسرائيلي. كما استخدمت هذه الأنفاق للتنقل بين منطقة وأخرى حتى أطلقت عليها الصحافة الإسرائيلية اسم "مترو الأنفاق" أو "غزة السفلى"، لكثرة عددها وامتدادها مئات الكيلومترات تحت الأرض وعلى عمق يتجاوز 25 مترا.
لكن الهدف من حفرها لم يكن عسكريا فحسب؛ إذ استخدمت هذه الأنفاق خلال الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ العام 2007، عندما حفر الفلسطينيون أكثر من ألف نفق على الحدود الجنوبية للقطاع مع مصر.
وكان الحصار على سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليون و400 ألف شخص قد اشتد في العام 2007، ففقدوا المقومات الأساسية للحياة كالمواد الغذائية والاستهلاكية والوقود والمنظفات والأخشاب والمعدات ومواد البناء وقطع غيار السيارات، وذلك بسبب إغلاق المعابر الستة بين القطاع وإسرائيل، ومنع دخول أي من البضائع حتى الخضراوات والفواكه والمياه. واضطر الغزيون على أثر ذلك لحفر أنفاق سرا بين المنازل الحدودية في رفح، الفلسطينية والمصرية، بهدف كسر الحصار الإسرائيلي.
وكانت مدينة رفح قد قسمت إلى شقين، فلسطيني ومصري، بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، وذلك على طول محور صلاح الدين. وبعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، أصبح محور صلاح الدين تحت سيطرة السلطة الفلسطينية حتى عام 2007 عندما سيطرت حركة "حماس" على الحكم في القطاع، وعلى الأثر أغلقت مصر وإسرائيل الحدود مع القطاع.