أقرّ مجلس الوزراء السوري في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مشروع موازنة الدولة لسنة 2024 بقيمة 35.5 تريليون ليرة سورية. وشكّل ذلك زيادة كبيرة للغاية في القيمة الاسمية (من دون إجراء تعديل مراعاة للتضخّم) على موازنتي 2022 و2023 بقيمة 16.550 تريليون ليرة سورية و13.325 تريليون ليرة سورية على التوالي.
وترتبط الزيادة الهائلة في القيمة الاسمية للموازنة بالانخفاض الكبير في قيمة العملة الوطنية السورية، التي انخفضت ما يزيد على 315 في المئة منذ بداية السنة. أما القيمة الحقيقية ( بالدولار الأميركي)، فقد تراجعت قيمة مشروع موازنة 2024 من 5.52 مليارات دولار أميركي في سنة 2023 إلى 3.1 مليارات دولار أميركي في سنة 2024، على أساس سعر الصرف الرسمي البالغ 11,557 لبرة سورية للدولار الواحد عند الإعلان عن الموازنة. ويشكّل ذلك انخفاضاً بنسبة 45 في المئة في عام واحد.
هيكل الموازنة الفارغ
مع أن مشروع الموازنة لا يكشف عن كل تفاصيل الاعتمادات المخصّصة، فإنه يمكن تحليل التوجّهات الأساسية. أولاً، تنقسم الموازنة إلى 26.5 تريليون ليرة سورية (ما يعادل 2.3 مليار بسعر الصرف الرسمي 11,557 ليرة سورية لكل دولار أميركي) للنفقات الجارية، و9 تريليونات ليرة سورية (ما يعادل نحو 0.8 مليار دولار) للنفقات الاستثمارية.
ومقارنة بموازنة سنة 2023، ارتفع الإنفاق الجاري والاستثماري بالقيمة الاسمية بنسبة 96 في المئة و200 في المئة على التوالي في مشروع موازنة 2024. وارتفعت حصّة الإنفاق الاستثماري من إجمالي الموازنة مقارنة بالسنوات السابقة، من 15 في المئة و18 في المئة في سنتي 2022 و 2023 على التوالي إلى 25 في المئة في سنة 2024. وذلك يشير إلى مزيد من استثمارات الدولة في الاقتصاد، لكن لا توجد معلومات متاحة حتى الآن عن مرحلة التنفيذ. كما أن الاستثمارات الفعلية والحقيقية ظلت على العموم أقل بكثير من المبالغ المدرجة في الموازنة منذ سنة 2011.