كانت الحرب الوحشية بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة سببا في دفع الشرق الأوسط الكبير إلى مرحلة جديدة عنوانها الخطورة والغموض. وقد أدى هجوم "حماس"، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى مقتل عدد من الإسرائيليين فاق عددهم أعداد جميع القتلى الذين سقطوا في السنوات الأربع الأولى من الجانب الإسرائيلي في الانتفاضة الثانية: 2000 - 2005. كما تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الأسابيع الأخيرة من الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة عدد الذين فقدوا أرواحهم في جميع الصراعات الدائرة بين الطرفين منذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.
أما سلسلة الضربات المتزايدة ضد إسرائيل من قبل "حزب الله" والجماعات الأخرى المرتبطة بإيران، في جنوب لبنان وسوريا، بالإضافة إلى الهجمات والتهديدات المتزايدة ضد الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط، فإنها كلها تنذر بإشعال حريق سيكون أوسع نطاقا.
ولا أحد يعرف كيف سينتهي كل ذلك... ولكن الحلم بشرق أوسط جديد، الذي كان يهيمن منذ حين على جميع المحادثات الجارية حول هذه المنطقة، يبدو أنه سيبقى بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مجرد حلم؛ سواء كان اتفاق التطبيع السعودي- الإسرائيلي، أو الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا الذي أُعلن عنه في قمة مجموعة العشرين بالهند، في وقت سابق من هذا الخريف، أو الجهود الرامية إلى تخفيف التصعيد في منطقة الخليج وأجزاء أخرى من المنطقة. كل ذلك صار الآن في مهب الريح.