أيا كانت نتيجة الحرب الحالية في غزة، فإن من مصلحة أغلب الأطراف (باستثناء "حماس" ورعاتها الإيرانيين) ضمان حياة أفضل لأهل غزة، وضمان استقرار طويل الأمد لكل من غزة وإسرائيل. ولضمان مثل هذه النتائج، فإن أي نتيجة لـ"اليوم التالي" يجب أن تعالج القضايا الست المذكورة أدناه. ولا يهدف المؤلف من خلال مناقشة هذه القضايا إلى تقديم خرائط طريق مفصلة، بل إلى تسليط الضوء على الأسئلة الاستراتيجية التي يجب الإجابة عليها قبل تطوير مناهج محددة. وهي:
• الانسحاب الإسرائيلي من غزة
• نزع سلاح "حماس"
• الحكم في غزة بعد الانسحاب
• تقديم المساعدة الإنسانية والمساعدات الخاصة بتحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار
• دور المجتمع الدولي
• العلاقة بين الوضع في غزة والقضايا الأكبر: الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ودور إيران في الشرق الأوسط.
بداية، هناك استنتاجان: أولا، من أجل التوصل إلى حل طويل الأمد وقابل للتطبيق، يجب النظر في هذه القضايا الست معا، لكونها مترابطة بطرق مختلفة. ثانيا، يجب أن يبدأ النظر في هذه القضايا من خلال السياق الذي تدور فيه الأحداث المأساوية في غزة، والذي يمتد إلى ما هو أبعد من القضية الفلسطينية ليشمل الدور الذي تلعبه إيران، ليس فقط باعتبارها تهديدا لإسرائيل بشكل مباشر ومن خلال وكلاء مثل "حزب الله"، و"حماس"، ولكن باعتبارها تهديدا للمنطقة ككل. منذ عام 2000، أدت الحروب الأهلية في سوريا واليمن، والقتال في العراق وفي لبنان، وحملة "داعش"، إلى مقتل ما يقرب من مليون شخص ونزوح ما يقرب من15 مليون عربي. وكانت إيران ووكلاؤها المنفذ الرئيس لكل هذه الصراعات. وبعيدا عن إراقة الدماء، أدى سعي إيران إلى الهيمنة على المنطقة إلى خلق دول فاشلة في اليمن وغزة وسوريا ولبنان، ووضع العراق على حافة الهاوية.
يدرك القادة العرب والغربيون هذا السياق تماما، ويعون الدور الحيوي الذي تلعبه إسرائيل إقليميا في مكافحة الحركات الإيرانية والمتطرفة. كما يدركون أيضا أن انتصار "حماس" في غزة ربما يؤدي إلى عقدين آخرين مماثلين للعقدين الماضيين. وعلى الرغم من أن التعاطف مع الضحايا الأبرياء في غزة والكراهية تجاه إسرائيل يعيقان الاعتراف العلني بهذه التفاهمات من جانب كثيرين، فإنها تشكل أهمية بالغة للنظر في مستقبل الأوضاع في غزة.