قُتل ما لا يقل عن ستة عشر مواطنا من روسيا جراء الهجوم الوحشي الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن موسكو لم تُدن "حماس" بشكل مباشر. وبينما يصنف الكرملين بعض خصومه السياسيين السلميين كإرهابيين، فإنه لم يطلق هذا التصنيف على الحركة الفلسطينية. وفضل الرئيس فلاديمير بوتين، بدلا من ذلك، أن يلقي باللائمة على السياسات الأميركية في الأزمة الحالية القائمة في الشرق الأوسط، وشبّه الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة بالحصار الذي فرضته ألمانيا النازية على لينينغراد في الحرب العالمية الثانية، وهو أحد أكثر الحوادث إيلاما في تاريخ روسيا.
وفي هذا السياق، عرض بوتين خدماته للعمل كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، بينما أشادت "حماس" بموقف الرئيس الروسي من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بحسب تقارير صحافية روسية.
تربط روسيا بـ"حماس" علاقة طويلة الأمد وموثقة جيدا، لكن رد فعل موسكو على هجوم "حماس" يُظهر أنها تنحاز بشكل أكثر صراحة إلى طرف الجنوب العالمي في سعيها الرامي إلى تقويض النظام العالمي الليبرالي الذي تقوده الولايات المتحدة. وهو النظام الذي وصفه بوتين في يونيو/حزيران الماضي بأنه نظام استعماري جديد قبيح يدنو من نهايته لمصلحة عالم متعدد الأقطاب.