خلال قمة مجموعة العشرين في سبتمبر/أيلول، تعاونت الهند، باعتبارها الدولة المضيفة، مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بصياغة مذكرة تفاهم رسمية، تمثل اتفاقا غير ملزم للعمل بشكل مشترك لتطوير "ممرين" متميزين، يشكلان رابطا سياسيا مفاهيميا مدعوما بمجموعة من البنى التحتية المادية، سواء تلك المشيدة حديثا أو الموجودة مسبقا.
أحد الممرين (الشرقي) يهدف إلى ربط الهند بالخليج العربي، بينما يسعى الممر الشمالي إلى ربط الخليج العربي بأوروبا. وأبرز مشروع للبنية التحتية ضمن هذه الممرات هو نظام السكك الحديدية التقليدي المصمم لتسهيل الحركة الفعالة للسلع والخدمات بين الهند والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل وأوروبا من خلال شبكة عبور تتألف من السفن والسكك الحديدية.
غير أن أهمية هذه المبادرة تتجاوز السكك الحديدية نفسها، لأن المشروع يشمل إلى ذلك تركيب كابلات الطاقة والاتصال الرقمي على طول خط السكة الحديد، بالإضافة إلى إنشاء قناة لتصدير الهيدروجين النظيف من الخليج إلى أوروبا.
كان الهدف السياسي الأهم وراء هذه المبادرة هو إبراز الولايات المتحدة وأوروبا لقدرتهما على توليد أفكار جديدة لتعزيز الاتصال. وبعبارة أقل دبلوماسية، فقد كانوا يهدفون إلى منافسة مبادرة الحزام والطريق الصينية أو تجاوزها. ومع ذلك، يمكن القول إن الولايات المتحدة توصلت إلى مفهوم تطوير البنية التحتية واستخدام الدبلوماسية لتعزيز نفوذها في وقت متأخر نسبيا، بعد أن حققت بعض البلدان المنضمة إلى ممرات الاتصال هذه بالفعل تقدما كبيرا في جهودها الرامية إلى تحقيق التكامل الاقتصادي. أما بالنسبة لأوروبا، فإن احتمال تأمين النقل وإنشاء البنية التحتية للمساعدة في بناء سوق للهيدروجين الأخضر يبدو أكثر أهمية لها من إظهار أجندة التنمية الاقتصادية الإقليمية. ومن المهم التأكيد أن كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يفتقدان القدرة أو المصلحة في تمويل هذا الممر بالطريقة التي اعتمدت بها الصين تقليديا على قطاع البنوك المحلية لتوسيع بنيتها التحتية وقدرتها على الاتصال بالأسواق الناشئة الجديدة.