في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، صدمت "حماس" العالم، حين اجتاح الآلاف من مقاتليها جنوب إسرائيل، وسيطروا على الأراضي، وارتكبوا المجازر بحق المدنيين، واختطفوا المئات منهم.
أبدى الهجوم نفسه مستوى غير عادي من التعقيد، حيث شهدت الموجة الأولى تدمير طائرات مسيرة لمعدات الاستطلاع ومراكز المراقبة الإسرائيلية، كما أدت الهجمات السيبرانية إلى تشتيت الانتباه، مما فتح الطريق أمام تسلل المسلحين بشكل جماعي من الجو والبحر والأرض.
ومن الواضح أن "حماس" أجرت استعدادات مكثفة وحددت بشكل واضح مكان الهجوم وتوقيته المناسب. ولكن بعيدا عن التعقيد والدقة، كانت وحشية "حماس" هي أكثر ما صدم العالم، إذ استهدفت الرجال والنساء والأطفال والمسنين ــ بالرصاص والسكاكين والأدوات الزراعية، وقامت، في بعض الحالات، بقطع رؤوسهم.
وكان ذلك الهجوم بالنسبة لإسرائيل بمثابة أحداث 11 سبتمبر/أيلول، واستطاع هز البلاد حتى النخاع. وكانت الحملة الجوية التي شنتها إسرائيل ضد غزة نتيجة لذلك الهجوم متوقعة بشكل مأساوي ومدمرة بشكل كارثي. وبعد أكثر من أسبوعين من أعمال العنف المنهكة، سقط الآلاف من القتلى من جميع الأطراف، وتزايد القلق من التصعيد الإقليمي بشكل كبير. وشارك وكلاء إيران في لبنان والعراق وسوريا واليمن في هذا الصراع، وأطلقوا طائرات انتحارية مسيرة وصواريخ كروز وصواريخ مدفعية وقذائف هاون على القوات الأميركية وأهداف إقليمية أخرى. حدث كل ذلك على الرغم من أن التوغل البري الإسرائيلي المتوقع بشكل كبير لم يبدأ بعد.