تشن إسرائيل ما سمته عمليات عسكرية برية "موسعة" في غزة منذ ليل الجمعة، مهدت لها بحرب تكنولوجية على القطاع المنكوب. وفي آخر تجليات هذه الحرب، أعلنت الشركة الفلسطينية المزودة لخدمات الاتصالات أن هذه الخدمات انقطعت تماماً عن غزة بعد قصف إسرائيلي متعمد لمنشآتها في القطاع قبيل "توسيع" العمليات.
وأفادت "شركة الاتصالات الفلسطينية" (بالتل) أن "خدمات الاتصالات والإنترنت كلها تعطلت" في القطاع، في أعقاب إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت أمام مجموعة صغيرة من الصحافيين الأجانب أن العملية البرية "الموسعة" ستطول.
ومعلوم أن "حماس"، وهي رأس الحربة في مقارعة إسرائيل في غزة حالياً، وغيرها من الحركات، المسلحة والمدنية، الناشطة في قطاع غزة والضفة الغربية، تعتمد على الإنترنت في نقل مجريات الحرب الإسرائيلية على القطاع والهجمات الإسرائيلية على أهداف فلسطينية في الضفة، إلى جانب التعبير عن وجهات نظرها بالتوازي مع تغطية إعلامية غربية تصفها، عن حق أحياناً كثيرة، بالمنحازة إلى الدولة العبرية وغير المنصفة للفلسطينيين. وأوضح ناشطون فلسطينيون لمراسلين صحافيين، عرب وأجانب، أن إسرائيل شوّشت على ما لم تدمره من البنية التحتية للاتصالات في غزة.
حرب الخرائط
والثلثاء (الاثنين بتوقيت الولايات المتحدة)، أوقفت "أبل" "ألفابت" (الشركة الأم لـ"غوغل") العرض المباشر على تطبيقاتهما لأحوال المرور على طرق القطاع والضفة وإسرائيل بناء على طلب القوات المسلحة للأخيرة. والتطبيقات المعنية هي "خرائط أبل" (Apple Maps) التابع لـ"أبل"، و"خرائط غوغل" (Google Maps) و"وايز" (Waze) التابعان لـ"غوغل". ويستهدف التعطيل وقف التقييم المباشر عبر التطبيقات لأحوال المرور على الطرق، لكن التطبيقات ستواصل تزويد المستخدمين اتجاهات الوصول إلى المناطق التي يريدون الوصول إليها.
وأكدت الشركتان أنهما فعلتا الشيء نفسه في أوكرانيا بناء على طلب سلطات كييف منذ أن بدأت روسيا غزوها العسكري للبلاد في فبراير/شباط 2022.