أجرت الميليشيات التابعة لإيران في سوريا على أثر اندلاع الحرب بين "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) وإسرائيل يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، إعادة تموضع لعناصرها من خلال تكثيف حضورها في منطقة الجولان، في محاولة للتلويح بإمكان تحريك هذه الجبهة الراكدة منذ اتفاق "فك الاشتباك" المبرم عام 1974 في حال واصلت إسرائيل قصف قطاع غزة.
لكن رسائل إيران وميليشياتها عبر الجولان اقتصرت حتى الآن على مناوشات تمثلت في إطلاق قذائف الهاون من داخل الأراضي السورية، ما استدعى قصفا إسرائيليا بالمدفعية استهدف نقاط إطلاق قذائف الهاون تلك. وشنت إسرائيل أيضا غارات متتالية على مطاري حلب ودمشق الدوليين مما أخرجهما عن الخدمة مرارا، كما قصفت الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول بنى تحتية عسكرية وقاذفات هاون تابعة للجيش السوري في ريف درعا ما أسفر عن مقتل 11 عسكريا سوريا بينهم أربعة ضباط بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك ردا على إطلاق صواريخ من سوريا باتجاه إسرائيل قبل يوم واحد، وفقا للجيش الإسرائيلي.
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن الجيش نفذ الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول، ضربات ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني وجماعات يدعمها، رداً على سلسلة من الهجمات ضد القوات الأميركية في كل من العراق وسوريا.
يعود انتشار الميليشيات التابعة لإيران في سوريا إلى مايو/أيار 2011، أي بعد نحو شهر ونصف الشهر من اندلاع الاحتجاجات ضد الحكومة السورية، وبحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يبلغ عديد هذه الميليشيات (سورية، عراقية، لبنانية، أفغانية، باكستانية) ما لا يقل عن 65 ألف عنصر يتوزعون في مناطق سيطرة الحكومة السورية، بينما أقر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في أغسطس/آب 2020 بأن عدد هؤلاء أكثر من 100 ألف عنصر وهم منضوون في 70 ميليشيا.