كان أحد أسلاف الرئيس جو بايدن هو الذي قال إنه "من الأفضل أن تظل صامتا ويُظنّ بك الحمق بدلا من أن تتحدث فيتأكد ظنّ الناس بك". وسوف تكون هذه القاعدة مفيدة، فقط لو تمسك بها أولئك الذين يتسنمون مناصب السلطة والنفوذ، ولكنهم في الأغلب الأعم يفضلون إزالة كلّ شك لدى الناس حولهم.
عندما وصل جو بايدن إلى إسرائيل، بدا متيبسا ومتقدما في السن بشكل ملحوظ. وعندما اقترب منه بنيامين نتنياهو ليعانقه، لم يكد الرئيس يتمكن من ذلك، فأعاد جموده إلى الأذهان على الفور فيتو كورليوني من فيلم "العراب". لقد صوّر الممثل مارلون براندو دور زعيم المافيا باللامبالاة الصارمة نفسها، فكان الآخرون يحتضنونه دون أن يفعل ذلك هو، كان الدون رجلا قليل الكلام، ولكن من الأسلم أن يصغي المرء إلى ما يقوله بعناية.
كان هذا هو الانطباع الأولي الذي نقله الرئيس عند وصوله: رجل مستعد لتقديم بعض الحب القاسي للإسرائيليين. ومع ذلك، فإن هذا الانطباع لم يستمر. وعندما طُلب منه تفسير الهجوم على المستشفى الأهلي العربي، التفت بايدن إلى نتنياهو، وقال: "يبدو أن الفريق الآخر هو من قام بذلك، وليس أنتم". كان هناك شيء ما في عبارة "الفريق الآخر" يجعل من الصعب إقناع أي شخص بأن أميركا منزعجة بالقدر نفسه من الخسائر في صفوف المدنيين على جانبي الصراع. وكاستعارة رياضية، فقد كشفت حقيقة انحيازه عن غير قصد.