قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السبت إن القوات الإسرائيلية بدأت المرحلة الثانية من الحرب على غزة بإطلاق عمليات برية ضد " حماس" وتعهد "بتدمير العدو فوق الأرض وتحت الأرض"، فيما أعلن رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار: "جاهزون فورا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة".
لكن ماهي مآلات التدخل البري في غزة؟
غداة الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" وأدى إلى مقتل 1400 إسرائيلي، أدلى المسؤولون الإسرائيليون بعدة تصريحات حول نوع الرد والأهداف التي تخطط إسرائيل للوصول إليها في غزة. تشير كل الأحداث والتصريحات إلى حقيقة مؤكدة وهي أن الحملة الجوية الإسرائيلية واسعة النطاق ضد غزة، والتي تسببت حتى الآن في وقوع إصابات وتشريدٍ وتدميرٍ على نطاق واسع بين الفلسطينيين، في تصاعد. ولكن بينما كان المسؤولون الإسرائيليون يدلون بتصريحاتهم النارية ضد هجمات "حماس"، كانت بعض الأصوات تحذر في المقابل من أن الدخول إلى غزة دون خطة جادة قد يكون كارثيا. وحددت هذه الأصوات أوجه شبه بين رد الولايات المتحدة على أحداث 11 سبتمبر/أيلول، والرد الإسرائيلي على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينما حذر كثير من المعلقين والمسؤولين (على رأسهم الرئيس بايدن)، من إمكانية ارتكاب الأخطاء بسهولة. ومن المرجح أن يكون المدنيون هم من سيدفع ثمن تلك الأخطاء.
يتطلب هذا الوضع دراسة التصريحات الإسرائيلية وانعكاساتها الفعلية في الواقع. وكثيرا ما تتم مناقشة الصراع الإسرائيلي على أساس سردي بحت، حيث يوجه كل من الجانبين أصابع الاتهام للآخر. غير أن المهم لكلا الطرفين الدخول في محادثة حول ما يخبئه المستقبل، حتى خلال هذه الأوقات المظلمة.
وثمة أمر لا بد من فهمه جيدا، وهو أن الضغط الشعبي الهائل في إسرائيل قد بلغ منتهاه، حيث تبث القنوات التلفزيونية بشكل مستمر روايات مباشرة عن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، ولا يزال الإسرائيليون يتداولون صور ذلك اليوم بكثافة. أطفال ينعون والديهم على شاشات التلفزيون الوطني، وقد فقد بعضهم أسرهم بأكملها بشكل مأساوي، ولا يزال خبراء الطب الشرعي يحللون رفات الضحايا الذين احترقوا. وفوق ذلك، لا يزال ثمة أشخاص في عداد المفقودين. لم تتم معالجة الصدمة بشكل كامل من قبل معظم الناس. ويتضافر هذا الوضع مع تنامي انعدام الثقة على نطاق واسع بين معظم الإسرائيليين وحكومتهم في الوقت الحالي.
والحال أن رئيس الوزراء نتنياهو لم يكن، حتى قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، يتمتع بشعبية واسعة النطاق. ومع ذلك، تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى انخفاض معدلات تأييده. وكشف استطلاع أجرته وكالة "معاريف" الإخبارية الإسرائيلية أن حزب نتنياهو السياسي سيشهد انخفاضا غير مسبوق في التأييد الشعبي، وسيواجه ائتلافه هزيمة مدوية إذا أجريت الانتخابات اليوم.