تجد قوات الجيش الإسرائيلي نفسها في موقف لا تحسد عليه، حيث يتعين عليها ترجمة الهدف السخيف الذي حددته الحكومة الإسرائيلية، والمتمثل في "القضاء على حماس"، أو "تدميرها"، إلى أهداف عسكرية عملية وواقعية وقابلة للتحقيق.
إذ يدرك حتى أكثر الجنرالات الإسرائيليين تشددا أن إبادة حركة سياسية عسكرية متأصلة مثل "حماس"، والتي تحظى بدعم جزء كبير من الفلسطينيين في غزة، يكاد يكون مستحيلا؛ فـ"حماس فكرة"، وليست مجرد كيان يحمل أسلحة. وإن أبدّتها، فإن كيانا آخر سيظهر محلها، وربما يكون أكثر تطرفا وعنفا. هي ليست الرايخ الثالث أو اليابان الإمبراطورية. وإذا قام الجيش الإسرائيلي بنزع سلاح "حماس"، فإنه لن يتمكن من السيطرة على غزة ولن يحول ذلك المكان إلى ديمقراطية كما فعل الغرب مع ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
وبدلا من ذلك، سيسعى الجيش الإسرائيلي إلى إضعاف القدرات العسكرية لـ"حماس" بشكل كبير، وفي أفضل الأحوال سيسعى إلى نزع سلاحها. وسيكون تقليص، وربما القضاء على قدرة "حماس" على إطلاق القذائف الصاروخية والطائرات المسيرة المسلحة وتصنيعها أولوية بالنسبة للجيش الإسرائيلي. لكن هذه الأولوية في حد ذاتها تحمل مجموعة من المخاطر والتحديات، بعضها استراتيجي/سياسي، وبعضها الآخر عملياتي/تكتيكي.