نحتفل في الرابع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول بيوم الأمم المتحدة. وهذه فرصة للتأمل في إنجازات هذه المنظمة العالمية ونقاط ضعفها.
أنشئت الأمم المتحدة على يد المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، وذلك بهدف منع تكرار أي صراع دولي مدمر، ولكنها أنشئت أيضا لحماية البشر من مختلف أشكال المعاناة على نطاق واسع. وبالفعل، منذ الحرب العالمية الثانية، لم تشهد البشرية أية حروب على نطاق عالمي، وليس هناك شك في أن الأمم المتحدة لها اليد الطولى في ذلك.
ولكن من ناحية أخرى، عانت البشرية على نطاق واسع من صراعات مسلحة بين الدول وحروب أهلية واحتلال مستمر وانتهاكات لحقوق الإنسان مرّت وتمر دون رقابة. كما عانت البشرية أيضا من الفقر والمجاعات والأوبئة وتدهور الوضع البيئي والاحتباس الحراري دون أي محاولة للتعامل مع هذه الكوارث بشكل فعّال. وكان نصيب الشعوب الأكثر ضعفا من تلك الكوارث غير عادل بالمرة.
وفي الوقت نفسه، تطور النظام الدولي من الثنائية إلى الأحادية القطبية، ويبدو أنه يتجه الآن نحو التعددية القطبية، على الرغم من أن البعض يجادل بأن العالم يعيش في حالة من الفوضى وسيظل كذلك لبعض الوقت حتى يستقر في توازن جديد للقوى.
وللأسف، فمع تطور النظام الدولي، لم تتمكن الأمم المتحدة من مواكبة هذا التطور، ونتيجة لذلك لم تتمكن الأمم المتحدة ولا سيما مجلس الأمن الدولي (مؤسستها الرئيسة المسؤولة عن صون السلم والأمن الدوليين) من القيام بمهامها المنصوص عليها في ميثاق المنظمة، وينطبق الأمر ذاته بالنسبة لمؤسسات بريتون وودز: البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي. وتعتبر هذه المؤسسات الثلاث هي المؤسسات الأكثر نفوذا في النظام العالمي؛ فمجلس الأمن الدولي يلعب دورا حاسما في كافة المجالات المهمة المتعلقة بحفظ الأمن والسلام الدوليين، بينما يمارس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تأثيرا كبيرا على الاقتصاد العالمي، ولكن التأثير الأكبر يقع على الدول الأضعف في الجنوب العالمي.
وكان التحدي الذي تواجهه الأمم المتحدة دائما هو: كيف تعبر بطريقة عادلة عن تكوين القوى المتغير باستمرار في النظام العالمي. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال إصلاح الأمم المتحدة نفسها بطريقة تعكس توازن القوى في العالم بشكل عادل وحقيقي.