مهرجان بغداد الدولي للمسرح: دار السلام تستعيد ألق أبي الفنونhttps://www.majalla.com/node/302666/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D9%85%D9%87%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A3%D9%84%D9%82-%D8%A3%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86
بغداد: شكّلت الدورة الرابعة لمهرجان بغداد الدوليّ للمسرح حضورا بارزا في المشهد الثقافيّ العراقيّ على امتداد تسعة أيّام، بدءا من 10 أكتوبر/تشرين الأول حتى 18 منه، لسعة المشاركة الخارجية من جانب، وتميّز العروض المسرحيّة فنيّا من جانب آخر.
عشرون عرضا أضاءت مسارح العاصمة بغداد مع مؤتمر فكري لمناقشة واقع المسرح العربي والعالمي اليوم، فضلا عن ورش وندوات مساندة. شهدت العروض جمهورا لافتا قياسا بالمعتاد من المهرجانات الأخرى الثقافية العراقية في الأدب أو الفن.
وبدت الجدية واضحة في كواليس المهرجان لإظهار الدورة بما يليق والسمعة الفريدة للمسرح العراقي وتاريخه، فكانت إدارة المهرجان ولجانه في حركة دؤوبة لإكمال الدورة بتنظيم عالٍ، قابلته استجابة المشاركين وحماسهم في تقديم مشاركة تنافسية أسهمت كثيرا في رفع جودة ما قدّم من نتاج على مختلف أنواعه عمليا ونظريا.
شارك في مسابقة المهرجان 20 عرضا مسرحيا (من بين 150 عرضا تقدّم للجنة المشاهدة)، توزّع على ثلاثة عروض عراقيّة، وتسعة عروض عربية، وثماني عروض أجنبية. المشاركة النوعية تلك شملت 25 بلدا، حيث شاركت من الدول العربيّة: مصر، السعودية، المغرب، تونس، الجزائر، سوريا، لبنان، الأردن، عُمان، الإمارات، السودان، البحرين، الكويت. وضمّ المهرجان نخبة من الفنانين العرب والأجانب وكوكبة من الأكاديميين والنقاد المختصين بالمسرح.
يحسب للمهرجان أنه حقق، في ظل ظرف ملتبس سياسيا واجتماعيا، مع أصداء أحداث غزة الأليمة، حالة خاصّة، وسط رتابة الأحداث العراقية، التي تقاسمتها هموم الحياة اليومية، وأخبار السياسة المرهقة والضغط الاقتصادي المقلق
ما يحسب للمهرجان، أنه حقق، في ظل ظرف ملتبس سياسيا واجتماعيا، مع أصداء أحداث غزة الأليمة، حالة خاصّة، وسط رتابة الأحداث العراقية، التي تقاسمتها هموم الحياة اليومية، وأخبار السياسة المرهقة والضغط الاقتصادي المقلق. ذكّر المهرجان أبناء العاصمة، ومن خلالهم أبناء المدن العراقية، الذي سافروا الى العاصمة بأعداد لا بأس بها لحضور فعالياته، بالروح الحية للمجتمع، تلك القوة الكامنة وراء كل عمل جمالي، والذي أُريد لها أن تتوارى في سنوات سابقة أغرق العراق فيها في صراعات دامية، حتى كاد الناس أن ينسوا أن ثمة حياة عادية تقع فيها أشياء جميلة مثل الذهاب الى المسرح في موعد معلوم، وقطع تذكرة، والجلوس وسط الحشد الشاخص بأبصاره إلى الخشبة السحرية التي لا تلبث أن تفتح نوافذ تخترق الزمان والمكان إلى عوالم شكسبير وموليير وسعد الله ونوس وعوني كرومي وغيرهم من العلامات الفارقة. كأن المهرجان كان استدعاء لذلك الإيقاع المرح، الخفيف، الذي تبعثه التسلية والفائدة في النفوس، ذلك النسغ الذي يُجرى عطاؤه بلا مآرب، لا وعود إلا الدهشة والفكرة المضيئة والرعشة الغامضة أمام سحر العمل الإبداعي. بدا أن ذلك السحر ممكن أن يزدهر من جديد بين أحياء مدينة السلام وجمهورها الذي تلقّى إشارات المسرحيات العشرين المتنافسة بمحبة ومسؤولية.
تحريك الركود
عرض الافتتاح كان مسرحية "ترنيمة الانتظار"، للعراقي علي حبيب، أعقبه عرض حاز على تفاعل جمهور "المسرح الوطني" هو"يا زارع البزرنكوش" لفريق مسرحي ضمّ خمسة وعشرين ممثلا، كلهم من المكفوفين. فلسطين كانت حاضرة بقوة أيضا، في كلمات المنظمين، وفي الأداء الارتجالي للفنانيَن عزيز خيون ود. عواطف نعيم، وفي صوت جواد الشكرجي الذي قدّم مقاطعَ من قصيدة محمود درويش "أحمد الزعتر" وسط لهيب الأكف المصفقة، وشهقات الحاضرين، ودموعهم الهاربة كمدا.
كرّم المهرجان في الافتتاح الممثلة المصرية سميرة عبد العزيز، والممثل الأردني محمد العبادي، والكاتب المسرحي القطري حمد الرميحي، والمخرج المغربي بوسلهام الضعيف، والممثلة التونسية فاطمة بن سعيدان عرفانا بمسارهم الإبداعي.
ضمت عروض المهرجان تنوعا كبيرا في الموضوعات والمعالجات، وتعددا في اللغات والأساليب والمقترحات الإخراجية، منها ما استند إلى سرديات راسخة كالعرض البلجيكي-التركي الذي استعاد "جلجامش"، ومنها ما اختار فضاء الأسطورة كما في عرض "لا علاقة له بالموضوع"للبرازيلي لينيرسون بولوني، وعرض "موشكا"للعماني يوسف البلوشي وتناولت أسطورة شجرة اللبان المسكونة. ومنها ما اعتمد المشكلات العصرية الضاغطة كمسرحية "أمل" للعراقي جواد الأسدي، و"حيث لا يراني أحد" للمصري محمود صلاح، و"خوف سائل" للعراقي صميم حسب الله، ومسرحية "إكستازيا" المغربية التي تناولت الحياة الزوجية عبر بوابة الاكتئاب والإدمان على المخدرات. بينما أفاد بعض المشاركين من كلاسيكيات عالمية برؤية خاصّة، مثل "روميو وجوليت" للإيطالي والتر مالسيني بوشكا، و"الملك لير وساحرات مكبث" لكاميران رؤوف. في حين ذهب عرض "نوستالجيا" للجزائري لخضر منصوري الى مسرح العبث مستعيدا "حكاية دبة الباندا..." لماتيني فيزنياك.
بعض العروض خطف تفاعلا غير مألوف. في مسرحية "خارج عن السيطرة" للتونسية أمل عويني قفز في نهاية العرض الكوريغرافي بعض المشاهدين لمعانقة البطلة، العويني ذاتها، تأثرا وانسجاما، في ما انهمرت دموع العويني فرحا بعد موجة التصفيق الحار التي هزّت المسرح انتصارا لفكرة العرض الذي صورت واقعة انفجار مخزن للغاز في أحد المعامل المخالفة للضوابط بحي من القصدير مجاور لمنطقة عمالية.
وشهدت مسرحيات مثل "بيت أبو عبد الله" و"أمل" و"مكبث زار" استجابة رائعة من الجمهور الذي امتلأت به مسارح المهرجان.
لكن عروضا آتية من فهم آخر للمسرح، لم يعتده المشاهد العربي، غامرت بجموح وقدّمت نفسها رغم "غربتها". العرض الألماني "كونترا" لجيلين إفانوفس جسّد صراعا مجتمعيا طبقيا اعتمادا على عزف قطعة موسيقية لباخ ورقص الأبطال اللذين طوّعوا أجسادهم لتمرير رسائل عميقة في تناظر تعبيري بدا أن تدريبا مكثّفا كان وراءه.
التنظيم الجيد للفعاليات، وجدية المشاركين، أعادت للأنظار السمعة الرفيعة التي يتمتع بها المسرح العراقي عربيا، وهو يستند على عراقة تمتد إلى القرن الثامن عشر عند بدايات تأسيسه في الموصل على يد بعض القساوسة العائدين من أوروبا. لاحقا، أسس مجموعة من الرواد أمثال حقي الشبلي وإبراهيم جلال وجعفر السعدي ويوسف العاني قواعد معمار الفن المسرحي العراقي الذي شعّ تأثيره العميق إلى باقي الدول العربية الى جانب نظرائه من الفنون المسرحية العربية عبر تقاليد راسخة ظلت تنتج أجيالا من الفنانين والكتاب المسرحيين وصناع السينوغرافيا والمخرجين الأفذاذ.
الهامش ينافس المتن
وتكاد تشكل الفعاليات المرافقة على هامش العروض المسرحيّة متنا منافسا للفعاليات الرئيسة، وأعني هنا الورش الفنيّة التي احتضنها "منتدى المسرح" ببنايته الأثرية الفريدة، وإطلالته على ضفاف نهر دجلة الذي ترك انطباعا ساحرا لدى الضيوف، خاصة الوفود الأوروبية، على الرغم مما يمر به من شحّ في منسوب المياه.
ضمّت الفعاليات المرافقة ورشة "التمثيل المسرحي" بمحاضرة د. هيثم عبد الرزاق، وورشة "صناعة الحضور الأدائي للمؤدّي" بمحاضرة الفنان أنمار طه، وورشة "تكوين الجسد" بمحاضرة الأردنية أسماء مصطفى، والسوريّة مروة الأطرش، والعراقية لبوة صلاح.
تمثّل هذه الورش قيمة معرفيّة أساسيّة تطور من ثقافة الفنان، وتفتح أمامه آفاقا واسعة في تكامل حضوره على الخشبة. ورشة الدكتور عبد الرزاق، مثلا، فتحت الباب لخبرات فضاء التمرين المتواصل ودوره في صقل الموهبة من الهواية إلى الاحتراف، ولعبد الرزاق مشوار مع هكذا ورش في مهرجانات عربيّة وعالميّة. في ما لفتني أن ورشة تكوين الجسد خصّصت أغلب محاضراتها للنساء حصرا بهدف التدريب على صناعة التكوين الجسدي فوق الخشبة بوصفه العنصر المركزي في العرض، والذي يمكن عبره تكوين أواصر التواصل مع المحيط، كما في عروض الكوروغرافيا الشائعة التي تعتمد جسد الممثل وحده أداة في التواصل مع المتلقي. الجسد هنا مصدر البث الوحيد صحبة الموسيقى والسينوغرافيا، لا نص ولا حوار، ومتى ما استطعنا تفجير طاقته الكامنة، فإن رسائل تاريخيّة وفلسفيّة ونفسيّة يمكن أن يحملها إلى المُشاهد عبر فيزياء حركته وتشكيلاتها الصورية. إنه استثمار في الجسد الواقعي من جهة، والمتخيل من جهة أخرى بقوة التمثّل الأدائي، للتعبير عن بلاغة الرسالة المراد إيصالها.
المقاربات السطحية غير الإبداعية تكون نتيجتها أساليب التزوير المختلفة للنصوص المسرحية العالمية والمحلية وللتراث العربي بطرائق إعداد غير منهجية، ومن ثم تنفيذها بصورة اعتباطية
طلال درجاني
إلى جانب الورش كان المؤتمر الفكري تحت عنوان "مشهدية الخطاب المسرحي الجديد.. ذائقة التلقي المعاصر وممكنات التجسيد"، والذي استضاف أسماء لامعة من النقاد والمختصين العرب والعراقيين في محاضرات وندوات مثرية ومثيرة، قدّموا عبرها جديد طروحاتهم، وقبسات من خلاصات خبرتهم. ندوة "المسرح العراقي في المهجر"، مثلا، كانت صاخبة بشهادات وتطبيقات لمقداد مسلم، مهند هادي، د. حازم كمال الدين، د. محمد يوسف. وقد شارك المحاضرون عبر حوار تفاعلي وعرض لفيلم، تجارب متنوعة استفادت من مثاقفة بيئات متباينة وصعوبات جمّة خرجوا منها بحصيلة ثمينة صنعت أسماءهم.
الفنان جواد الشكرجي قال: "إن بغداد رائدة في إقامة الفعاليات المسرحية النوعية بشهادة الجميع. تجمع المهرجانات النماذج الأكاديمية الرفيعة والمواهب الاحترافية في تفاعل مفتوح للمحاورة وتبادل الخبرات والتمتع بالعروض. وهو ما ينفعنا كمسرحيين لنتأمل في مضامين مهمة مثل النهوض بالعمل المسرحي وإيصال الأفكار للجمهور بأفضل الطرق إبداعيا وجماليا".
وأضاف الشكرجي: "أعتزّ بمحطاتي الفنية في الدول العربية التي عملت فيها: تونس وسوريا وقطر وأخيرا الأردن فقط تعلمت منها المعرفة والخبرات وتشرّبت بالثقافات المختلفة عادات وتقاليد، لكن بغداد هي داري الأولى التي أعود لضفافها بين حين وآخر ومهرجانها اليوم محط فخر لكل فنان عراقي".
الدكتور طلال درجاني، من لبنان، شاركنا بعض مضامين ورقته البحثية: "إن فهم الأهداف الفكرية لمؤلف النص المسرحي من أهم ضرورات تنظيم الفعل الدرامي للمخرج الذي تقع عليه وحده هذه المسؤولية، وينبغي أن يتحملها ويدافع عنها بطريقة علمية وذات صدقية منهجية، وليس كما هو سائد الآن في العالم العربي. المقاربات السطحية غير الإبداعية تكون نتيجتها أساليب التزوير المختلفة للنصوص المسرحية العالمية والمحلية وللتراث العربي بطرائق إعداد غير منهجية، ومن ثم تنفيذها بصورة اعتباطية. والانزلاق بها إلى مطالب الشارع من فن سطحي هابط".
وأضاف درجاني: "ركزت على دور المخرج لأنه القاعدة الأهم في عمل مسرحي ناجح. إن قدرة المخرج وقوته تكمن بتحسّس البذرة في العالم الصغير عند الكاتب ونثرها من قبل العرض حتى آخره لتنبت في الأماكن التي حددها مسبقا على قاعدة الرؤية الاخراجية بلغة فنية معاصرة، ليفاجأ الكاتب باكتشاف نفسه في رؤية مسرحية، مثلما عليه أن يحاكي الجمهور باحساس عال، وبلغة حية في الكشف عن حقيقة كل بعد من أبعاد شخصيات النص، فالمخرج الجيد هو الذي لن يجد نفسه في مأزق تجاه ردة فعل الصالة المفاجئ أو ردود الفعل السلبية من الكاتب نفسه".
الدكتور أحمد ضياء، أحد المشاركين في المؤتمر الفكري للمهرجان قال لـ"المجلة": "مهرجان بغداد للمسرح لهذا العام بدا أنه يحتضن الكون، لكونه ضمّ فعاليات ومشاركين من كافة أنحاء العالم. يشكل مهرجان بغداد نقطة مضيئة في جبين العاصمة والثقافة العراقية المسرحية وغير المسرحية، فهو يسهم في تعريف العالم بالجانب المعرفي الذي يعيش داخل طيات هذا البلد، الأمر الذي جعل منه يشكل أفقا مغايرا وجذابا في الفضاء الحياتي".
وأضاف ضياء: "علامة المهرجان الفارقة في دورة هذا العام أنه احتوى على أربع جلساتٍ فكرية من بلدان عربية مختلفة، وقد شاركت في إحداها ضمن ورقة بحثية عنونتها حول أداء الدراماتورجية بين النص الأصل وإنتاج الرؤية المعاصرة. تناولت في ورقتي مفهوما عاما عن الدراماتورجية وتعالقاتها البين ثقافية، الأمر الذي أدّى إلى بيان الانقلاب على النص الأمّ، وأخذت على عاتقي تعريف الدراماتورجية بإنها الفعل التدريمي المراد النظر إليه ضمن خصوصية التمسرح، بين النص الأم والنص الجديد المنتج. وهنا حاولت تسليط الضوء على أغلب الرؤى التمسرحية في الفضاء الخارج على طبيعة النسق الموجود".
وعن مقارنته بي العراقي حازم كمال الدين والفرنسي البير كامو يقول د.ضياء: "سلطت في ورقتي الضوء على تجربة 'سيزيف بغدادي'النص الذي كتبه د. حازم كمال الدين مستعرضا فعل اللاجدوى بين نصه ونص (سيزيف) لألبير كامو، مبينا طبيعة المادة التي اشتغل عليها حازم والمقترحات النصية الساعية ردم الهوة بين الفضاءات العربية والغربية".
من اللافت أيضا أن يتيح المهرجان محاضرة لياروسلاف شكوفشكس بعنوان "المتمردون في الفن-المسرح ضد المسرح" في محاولة للتواصل مع خبرات خارج المتداولالعربي، وحفلا لأربعة كتب مسرحية بين التأليف والترجمة جرت طباعتها ووقعت على هامش الفعاليات في ندوة ناقشت الإصدارات.
ولو جازت مقارنة فعالية مثل مهرجان بغداد للمسرح بفعاليات ثقافية عراقية معتادة في كل موسم في فنون أخرى، وبالأخص المهرجانات الشعرية، فيمكن القول إن مهرجان المسرح تفوق في تحقيق جدوى فنية وثقافية تتجاوز ما نشهده من رتابة وترهل يضربان مهرجانات الشعر مثل "المربد"و"الجواهري"وغيرهماعلى الأقل في جانبين مهمين: تفاعل الجمهور (غير النخبوي)، والمتعة والفائدة المتحققة من حضور عروض مسرحية متنوعة الاتجاهات والأساليب. كما أن الوسط المسرحيّ بدا بالمقارنة مع الوسط الشعري أكثر انسجاما وتواصلا وحميمية من مشهد الشعر المثخن بتقاطعاته وحروبه "الباردة".
يشكل مهرجان بغداد نقطة مضيئة في جبين العاصمة والثقافة العراقية المسرحية وغير المسرحية، فهو يسهم في تعريف العالم بالجانب المعرفي الذي يعيش داخل طيات هذا البلد
أحمد ضياء
في ختام المهرجان، رفعت لجنة التحكيم ملاحظات قيمة يمكن لها تعزيز جهود الفرق المسرحيّة المشاركة في المهرجان، وتطوير مستوى العروض في الدورات المقبلة منها: ضرورة وضع تصوّر واضحٍ ومعايير مضبوطة ودقيقة لنوعية الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان للتمييز ما بين ما هو مسرحي وما بين هو كيروغرافي، وإضافة الترجمة إلى العروض الأجنبية إلى اللغة العربيّة بالأساس وتخصيص مكان مناسب لهذه الترجمة. كما أكدت اللجنة ضرورة الاهتمام بالكتابة المسرحيّة بالنسبة إلى العروض التي تعتمد على النص كمكوّن أساسي لها، وتجنب الاستعمال العشوائيّ لبعض التقنيات ومن بينها بالخصوص مؤثر الدخان دون مبررات دراميّة أو فنية. فضلا عن تجنب استعمال الميكروفونات في المسرح نظرا لتأثيراتها السلبية على بعض العروض من حيث أنها تشوه أصوات الممثلين وتختصر أحاسيسهم الانفعاليّة.
بقي أن نعرف جوائز مسابقة المهرجان التي ذهبت كما يلي:
-أفضل نص مسرحي: مسرحيّة "أمل" لجواد الأسدي من العراق.
-أفضل ممثلة: أسماء الشيخ من الجزائر.
-أفضل ممثل: كاميران رؤوف من العراق.
-أفضل أداء جماعي: مسرحية "روميو وجوليت" من إيطاليا.
-أفضل سينوغرافيا: مسرحية "بيت أبو عبد الله" من العراق.