يصادف يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول الذكرى الأربعين للهجوم الذي شنه "حزب الله" اللبناني بشاحنة مفخخة على ثكنات مشاة البحرية في بيروت.
وحتى 11 سبتمبر/أيلول 2011، كان ذلك الهجوم- الذي أسفر عن مقتل 241 جنديا من مشاة البحرية الأميركية- أكثر الهجمات الإرهابية دموية ضد الأميركيين. وفي الواقع، حتى يومنا هذا، لم تقم أي جماعة إرهابية، باستثناء تنظيم القاعدة، بقتل عدد أكبر من عدد الجنود الذين قتلوا في ذلك الهجوم.
وعلى الرغم من أن جريمة قتل القوات الأميركية المنتشرة كجزء من قوة حفظ السلام الأميركية الفرنسية متعددة الجنسيات في لبنان حدثت قبل أربعة عقود، إلا أنها تشكل تذكيرا مستمرا بالخطر الذي تمثله هذه القوة الوكيلة التابعة لإيران. وكانت آخر مرة استهدف فيها "حزب الله" الأميركيين في عام 1996، عندما دعم التنظيم تفجير أبراج الخبر في الظهران بالمملكة العربية السعودية، والذي أسفر عن مقتل 19 عنصرا من القوات الجوية الأميركية.
ومع دخول الحرب بين إسرائيل و"حماس" في غزة أسبوعها الثالث، هناك دلائل تشير إلى أن "حزب الله" قد يستهدف الأميركيين مرة أخرى.
وبعد وقت قصير من الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أدى إلى اندلاع الحرب، أعرب الرئيس جو بايدن عن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل بعبارات واضحة وصريحة؛ إذ قال: "نحن نقف إلى جانب إسرائيل"، مضيفا: "سوف نتأكد من أن لدى إسرائيل ما تحتاجه لحماية مواطنيها، والدفاع عن نفسها، والرد على هذا الهجوم". وصاحب هذا البيان إعادة إمداد فورية بالأسلحة، ودعم واضح من واشنطن لحملة جوية عقابية ضد "حماس" في غزة.
والأهم من ذلك، بالنسبة لـ"حزب الله"، أنه لردع الجهات الخارجية– أي "حزب الله" وغيره من الميليشيات الوكيلة لإيران– عن دخول الصراع وفتح جبهات جديدة، نشرت الولايات المتحدة المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "يو إس إس فورد" في شرق البحر الأبيض المتوسط. وأثار نشر تلك المجموعة، وما تلاها من نشر لمجموعة مشاة البحرية البرمائية الجاهزة، أثار رد فعل سريعا من "حزب الله".